يتغير مستقبل التصنيع بالتزامن مع تسارع وتيرة الثورة الصناعية الرابعة، حيث أصبح تأثير التقنيات الذكية محسوسًا عبر نظام التصنيع البيئي الكامل، إذ سيسرع تطبيق التقنيات الناشئة اليوم وتطور الاستراتيجيات الصناعية الحكومية في مرحلة ما بعد الجائحة جنبًا إلى جنب مع التحول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، من تطوير محاور صناعية جديدة ويعيد تحديد مستقبل التصنيع.
وستستضيف نسخة هذا العام من أديبك، التي ستقام في الفترة الممتدة من 15 إلى 18 نوفمبر استجابةً للفرص المتاحة التي لا تعد ولا تحصى بالتزامن مع تبني الحكومات للمراكز الصناعية الذكية، منطقة ومؤتمرًا مخصصًا لمعارض التصنيع الذكي، حيث سيعمل المؤتمر كجسر وصول يربط بين قطاع الطاقة والتصنيع من جهة وقطاع التكنولوجيا الفائقة من جهة أخرى، مما يوفر بذلك منصة فريدة لصناعة التصنيع لتكوين نظرة مستقبلية ثاقبة لمواجهة التحديات والصعوبات والفرص الخاصة بالتصنيع نحو السعي لتحقيق اقتصاد خالٍ من الكربون.
يتم دعم مؤتمر أديبك للتصنيع الذكي من قبل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم جمع الشركات المصنعة المحلية والإقليمية والدولية الرائدة مع صناع القرار في صناعة الطاقة لتسليط الضوء على تطوير أنظمة التصنيع الذكية اللازمة لاكتساب المرونة وزيادة الربحية وتمكين الأفراد وتحديد فرص النمو المستقبلية وتحقيق أهداف الوصول نحو صافي انبعاثات كربون صفرية.
سيتحدث الوزراء وصناع القرار وقادة الصناعة والطاقة خلال مؤتمر أديبك للتصنيع الذكي عن مستقبل التصنيع وتطبيق الاستراتيجيات الرقمية والانتقال من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري وتطور الاستراتيجيات الصناعية الحكومية في فترة ما بعد الجائحة وتأثير التقنيات الذكية على تطوير المحاور الصناعية المستقبلية.
ومن بين الموضوعات الأخرى التي ستتم مناقشتها أيضاً خلال المؤتمر كلاً من: السياسات والأطر والاستراتيجيات التي يتم تطويرها لقيادة التغيير والنمو الصناعي والترابط بين التصنيع والطاقة ومشروع الـ 300 مليار، الذي يهدف إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة مركزًا عالميًا للصناعات المستقبلية وكيف يمكن لإنترنت الأشياء أن يدعم تطوير سلاسل التوريد اللوجستية والدائرية وفجوة مهارات التصنيع.
وفي الوقت نفسه، فقد تمت إضافة منطقة التصنيع الذكية إلى فعاليات معرض ومؤتمر أديبك 2021، حيث ستستضيف المنطقة مجموعة واسعة من التقنيات والحلول الرقمية التي ستغير مشهد الإنتاج الصناعي بشكل كبير، بدءًا من الإنترنت الصناعي للأشياء إلى التصنيع بمساعدة الحاسوب والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة إلى الحوسبة السحابية والأمن السيبراني وتكنولوجيا النانو إلى الأتمتة الصناعية والروبوتات والليزر والمركبات المتقدمة للمواد الذكية السريعة الاستجابة.
وبهذه المناسبة، قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر (أديبك): "يواصل أديبك من خلال إضافة مؤتمر أديبك للتصنيع الذكي في تعزيز مكانته كنقطة التقاء رئيسية للشركات المهتمة بالدخول في شراكات وفرص استثمارية مع صناعة الطاقة في الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط التي تتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة".
وأضاف هدسون قائلاً: "سيعمل مؤتمر أديبك للتصنيع الذكي ومنطقة المعارض على تسريع الوصول إلى استراتيجيات التصنيع والعمليات والتقنيات المتطورة بسرعة اليوم، والتي بدورها ستمكن الشركات من تحسين عملياتها وأدائها وإيجاد فرص جديدة في السوق."
هذا وتتبنى حكومات الشرق الأوسط مبادرات محددة لتحويل المنطقة إلى قوة تصنيعية رائدة إدراكًا منها للحاجة الملحة إلى بناء وتعزيز القدرات المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام وتنويع الاقتصادات بعيدًا عن قطاعي النفط والغاز.
وتقود دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة التابعة لها استراتيجية مدتها عشر سنوات لزيادة مساهمة قطاع التصنيع إلى 300 مليار درهم إماراتي (81.68 مليار دولار أمريكي) من أصل 133 مليار درهم إماراتي موجودة حاليًا، وتسعى الاستراتيجية إلى زيادة القيمة المحلية لمواردها ومنتجاتها ودفع التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة من خلال التركيز بشكل أساسي على الصناعات التي تطبق التكنولوجيا المتقدمة وحلول وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
الجدير بالذكر بأنه سيتم انعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2021" تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في الفترة الممتدة من 15 إلى 18 نوفمبر 2021 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، دائرة البلديات والنقل، غرفة أبوظبي ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
|