استهل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية كلمته لجموع الشعب المصرى بأهمية الاحتفاء بثورة 25 يناير العظيمة داعيا فى الوقت نفسه على الوقوف جنبًا إلى جنب وتصحيح المسار والتعاهد على إكمال ثورتنا العظيمة .
وقال "أبوالفتوح" فى كلمته ما نصه: "لذكرى الأولى لثورة 25 يناير، هذه الثورة العظيمة الإستثنائية في التاريخ المصري، هي مناسبة هامة للإحتفاء بما تم وكذلك تقييمه في ذات الوقت، وتصحيح المسار والتعاهد على إكماله. تستوجب هذه الذكرى أولاً أن نقف لنتذكر تضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا من دمائهم وأرواحهم لتحرير الوطن، هؤلاء الذين روت دماؤهم شجرة الحرية في مصر على مدار العام، نتذكر مصطفى الصاوي، أحمد بسيوني، أحمد حرارة، مينا دانيال، الشيخ عماد عفت.
نتذكر كل هذه الدماء الغالية والتضحيات البطولية ونؤكد أن الوفاء لها لا يكون كلاماً وإنما يكون بتحقيق ما ضحوا لأجله وهو إستعادة الوطن لأهله وإنتزاع حريته وتحرير إرادته وحفظ كرامته، وكذلك بتحقيق العدالة الناجزة وتقديم كل من قتل ويقتل أبناء الوطن لمحاكمات عادلة عاجلة والقصاص منه.
تحل الذكرى الأولى والثورة في منتصف الطريق، فبرغم ما أنجزناه من الإطاحة برأس النظام وأهم رموزه إلاّ أن النظام لم يسقط بعد طالما استمر انتهاك الحريات وتأخّر القصاص وغياب العدالة الإجتماعية، وبرغم الإنتهاء من الإنتخابات البرلمانية إلا أن بناء النظام الديمقراطي لم ينته بعد، ولضمان إستكمال الثورة وتحقيق مطالبها فإننا نحتاج إلى برلمان يتوافق على الأجندة الثورية لكي يستعيد سيادة الشعب كاملة وإلى شارع يسانده ويُقوّمه إن أخطأ ويُحافظ على هذه السيادة.
وثاني المهام لاستكمال بناء النظام الديمقراطي المأمول هو التأسيس لهذا النظام عبر الدستور، الدستور الذي لا ينبغي أن يكون توافقياً فحسب وإنما ينبغي أن يُصاغ بحيث يمنع تكرار أخطاء الماضي من تركيز السلطة في يد الحكّام وسدّ القنوات السياسية بما يُعطّل قدرة الشعب على ممارسة سيادته على أرضه وقراره الوطني، وخلق مناخ يُشجع على تركيز الثروة في أيدي قلة من الشعب، والتمييز بين المواطنين على أساس الدين والجنس والطبقة الإجتماعية والتوجّه السياسي، وترسيخ دور الأمن السياسي وتضخّم نفوذ الجهات والمؤسسات غير الخاضعة للرقابة من ممثلي الشعب ونوابه، وتهديد مصالح الأمن القومي المصري بتراجع دورها الإقليمي، وتقصيرها في نصرة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية.
كما لا تجب أن تمرّ هذه الذكرى التاريخية إلاّ بمراجعة حقيقة وجادة للنفس وإعادة تقييم للمواقف حتى نتجاوز أخطاء الماضي ونكون قادرين على إستعادة الثقة بالمستقبل، ولعّل أهمّ دروس الثورة في عامها الأول هو أن التوافق حول البرنامج الوطني الذي صاغته الجماهير (عيش، حرية، كرامة إنسانية) والبُعد عن الإستقطاب والتخوين هو طريقنا نحو تحقيق الثورة الكاملة.
ودعا فى ختام كلمته كل جماهير الوطن للمشاركة في فاعليات الـ 25 من يناير القادم للتأكيد على مطالب وأهداف الثورة، وإظهار عزمنا على استكمالها مهما بلغت التضحيات، ولكي تحقّق هذه الفاعليات هدفها فلابد من إستعادة "أخلاق الميدان الأصيلة" بالحفاظ على الطابع السلمي والحضاري لهذه الفاعليات، والنزول إلى الميادين متوحّدين ومتعاونين مهما إختلفت روئانا وتوجهاتنا.
|