تضع الدول مصالحها الاقتصادية والوطنية في مقدمة اعتباراتها قبل الانصياع لأية قرارات دولية، وهو ما ظهر جليًا في تحفظ أو رفض بعض الدول الآسيوية تجاه فرض عقوبات على النفط الايراني.
ولم تكن تلك الاستجابة الآسيوية بالغموض الذي بدا للبعض، إذ تعتمد دول مثل الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية على النفط الايراني لتلبية احتياجاتها النفطية المحلية.
وطبقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية، تشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة "IEA"إلى أن طهران تصدر القسم الاكبر من نفطها الى آسيا، لا سيما الصين، التي تستورد 550 الف برميل في اليوم من إيران، ما يشكل 6% من استهلاكها النفطي، ما جعل ايران ثالث مزود للبلاد بالنفط، تتبعها اليابان التي تشتري 327 الف برميل في اليوم من إيران، بما يغطي 7% من الطلب المحلي لديها، ثم الهند التي تشتري 310 الاف برميل في اليوم بما يعادل 12% من صادرات ايران ويشبع 9% من استهلاكها، وكذلك تعد كوريا الجنوبية من أكثر الدول الآسيوية اعتمادًا على النفط الايراني، لأنها تستورد 228 الف برميل في اليوم.
ولهذا، أبدت اليابان في منتصف يناير تحفظات قوية ازاء العقوبات على النفط الايراني وقال وزير الخارجية الياباني إنه مشكك حيال انتهاج عقوبات على النفط الايراني، لكنه لم ينف في الوقت ذاته إمكانية خفض واردات اليابان من النفط الايراني، فيما تواصل الهند شراء النفط من ايران عبر مصرف تركي، بعد أن رفضت العقوبات الأحادية الجانب على النفط الايراني.
أما بالنسبة للصين، فيتوقع ان تخفض وارداتها من النفط الايراني برغم معارضتها للعقوبات على طهران، بسبب خلافات حول الدفع بين الشركتين النفطيتين في البلدين.
وفيما يتعلق بدول الاتحاد الأوروبي، تبيع ايران اكثر من 20% من نفطها الى دول الاتحاد (أي حوالى 600 الف برميل في اليوم) فيما تصدر القسم الاكبر من نفطها الى آسيا وعلى رأسها الصين، وتستحوذ 3 دول على 75% من مبيعات النفط الايراني الى الاتحاد الاوروبي هي إيطاليا وإسبانيا واليونان، فيما تستورد فرنسا 58 الف برميل فقط في اليوم من النفط الايراني، ما يغطي 3% من احتياجاتها، وتشتري تركيا 196 الف برميل في اليوم ما يمثل 30% من استهلاكها النفطي و8% من اجمالي الصادرات الايرانية.
|