التقى محمد عصام الدين رمضان، مساعد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمشرف على مكتب الوزير، والدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية، بوفد من مسئولى وزارة الشئون البلدية والقروية السعودية، لعرض التجربة المصرية، فى تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، والارتقاء بالتجمعات العمرانية القائمة، وإنشاء المدن الجديدة.
واستعرض الدكتور عبدالخالق إبراهيم، التحديات التى يواجهها العمران المصري، ومن أبرزها الزيادة السكانية والمقدرة بمليونى نسمة سنويا، وما يترتب عليها من زيادة الأعباء على الدولة في توفير وحدات سكنية للشرائح الاجتماعية المختلفة، وخاصة شريحة محدودي الدخل، حيث أدى قيام شريحة محدودي الدخل فى الفترات السابقة بالبناء فى مناطق عمرانية غير مخططة، إلى زيادة التكدس السكاني، وزخم الأنشطة الاقتصادية في التجمعات العمرانية القائمة، مما نتج عنه تكدس مروري، وزيادة التلوث، وعجز منظومة البنية الأساسية في تلبية احتياجات السكان.
وأوضح مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية، أن الوزارة وضعت استراتيجية للتعامل مع تلك التحديات، وفى مقدمتها إنشاء الجيل الرابع من المدن الجديدة، لخلق مراكز استثمارية ذكية قادرة على المنافسة، وجاذبة للاستثمارات الإقليمية والعالمية، وداعمة لمدن الأجيال السابقة، لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة بحلول عام 2052 والمقدرة بـ60 مليون نسمة.
وأشار الدكتور عبدالخالق إبراهيم، إلى أن استراتيجية الوزارة تشمل أيضاً، تطوير التجمعات العمرانية القائمة، ورفع جودة الحياه بها من خلال 3 محاور، أولها، شق محاور وطرق جديدة، وتوفير وسائل مواصلات عامة على أعلى مستوى، لربط أرجاء المناطق العمرانية ببعضها البعض، ولربط المدن الجديدة بالتجمعات العمرانية القائمة، وثانيها، استغلال الأراضي المهمشة في تنفيذ مشروعات اجتماعية واستثمارية، وثالثها، تطوير المناطق غير المخططة، وخاصة غير الآمنة.
وخلال اللقاء، تم تقديم عرض مرئي شمل مشروعات مدن الجيل الرابع، التي تقوم بتنفيذها الوزارة حالياً، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وأسوان الجديدة، بجانب تناول مجهودات الدولة في القضاء على المناطق غير الآمنة بجميع أنحاء الجمهورية، وقد اسفرت تلك الجهود عن الانتهاء من تطوير جميع المناطق العشوائية غير الآمنة، والبالغ عددها 357 منطقة، وتضم 346 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استعراض ما يتم تنفيذه بمشروع ممشى أهل مصر بكورنيش النيل بوسط البلد، وكذا استعراض المشروعات الجاري تنفيذها للارتقاء بمدينة القاهرة، ورفع جودة الحياة بها، وتعزيز دورها كعاصمة للثقافة والفنون، وشملت تلك المشروعات، بحيرة عين الحياة، ومشروع مجرى العيون بالقاهرة الإسلامية، ومشروع تلال الفسطاط، ومشروعات تطوير القاهرة الخديوية.
وأوضح محمد عصام الدين رمضان، أن مشروع ممشى أهل مصر، له أهمية اجتماعية كبيرة، ويمثل متنفساً للمواطنين وأسرهم، وهو الأمر الذي حدا بوزارة الإسكان لتوفير ممشى نيلي وكورنيش شاطئي بالمدن الجديدة التي تقوم بتنفيذها، مؤكداً أن الهدف الرئيسي من المشروعات التي تتبناها الوزارة، هو تحقيق مصلحة المواطن المصري، وخاصة محدودي الدخل، حيث تسعى الوزارة جاهدة إلى تخصيص إيرادات الاستثمارات التي تحققها أثناء عملية إنشاء وتشغيل المدن الجديدة، لتبني مشروعات ذات جدوى اجتماعية واسعة.
من جانبهم، أشاد مسئولو وزارة الشئون البلدية والقروية السعودية، بالتجربة العمرانية المصرية، واستراتيجيات الحلول الممتازة التي تتبعها وزارة الإسكان المصرية لمواجهة التحديات التي تشهدها البلاد، كما أشادوا بكفاءة تخطيط وتنفيذ وتشغيل المشروعات، معربين أيضاً عن شكرهم لوزارة الإسكان لإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من خبرات الوزارة، في تنفيذ الخطط العمرانية بالمملكة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم جولة تفقدية لوفد وزارة الشئون البلدية والقروية السعودية، لبعض المشروعات العمرانية التي تنفذها وزارة الإسكان، حيث تضمنت الجولة زيارة مشروع تطوير منطقة بحيرة عين الصيرة ومنطقة سور مجرى العيون ومثلث ماسبيرو وممشى أهل مصر، حيث اطَّلع الوفد على ما تقوم به الدولة المصرية من جهود في إحياء القاهرة التاريخية وتطوير المناطق غير الآمنة.
|