قام مجهولون في وقت مبكر من صباح اليوم بتفجير خط الغاز المصري المؤدي لإسرائيل والأردن، وسمع دوي الانفجار في منطقة المساعيد غرب العريش، ما أدى إلى ارتفاع ألسنة اللهب إلى نحو 40 مترا فوق الأرض، حتى أنها شوهدت من مسافة 20 كيلومترا تقريبا.
وبالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها أجهزة الأمن المصرية لتأمين خط الغاز ووضع حراسات مشددة لمنع تكرار حوادث التفجير، إلا أن الملثمين نجحوا في تفجيره، خاصةً وأن خط الغاز طويل ويمتد لنحو 350 كيلومترا الأمر الذي يشكل صعوبة لمراقبة الخط بأكمله وكل محطاته.
وأغلقت شركة "جاسكو" المسئولة عن تشغيل الخط جميع الصمامات في المحطات القريبة من الحريق في محاولة منها لاحتواء الحريق وإخماد النيران.
وطبقًا لما أفادت به وكالات الأنباء، تعد تلك المرة الـ11 التي يتم فيها تفجير خط الغاز منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير 2011 والمرة الأولى في عام 2012.
يأتي هذا الانفجار ليتزامن مع الإعلان أمس عن وفاة محمد عيد التيهى، المحبوس احتياطيا على ذمة تحقيقات متعلقة باتهامات من بينها تفجير خطوط الغاز في سيناء، حيث أفاد مسئولون بأنه توفي إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية.
ويكبّد تكرار انقطاع امدادات الغاز المصرى كلًا من "الأردن" و"إسرائيل" مليارات الدولارات سنويًا، إذ كشف عون الخصاونة، رئيس الوزراء الاردني، عن أن تكرار انقطاع امدادات الغاز المصري يكبد خزينة بلاده حوالى 2 مليار دولار سنويًا (بما يعادل 1.5 مليار دينار أردني).
ولجأت المملكة إثر الانقطاعات المتكررة إلى استخدام الوقود الثقيل والديزل كبديل لتوليد الكهرباء ما حمل خزينتها كلفة إضافية تقدّر بـ4 ملايين دولار يوميًا.
الحال نفسه في اسرائيل، إذ تعاني شركة الكهرباء الاسرائيلية "IEC" الأمرّين كلما تم تفجير خط الأنابيب في سيناء، حيث تضطر الشركة إلى شراء الديزل الأعلى تكلفة والأكثر تلويثًا للبيئة، لتعويض النقص الحاصل بسبب انقطاع في امدادات الغاز الطبيعي من مصر.
وتناقلت الصحف الاسرائيلية تحذيرات من التداعيات التي ستصيب المستهلكين الاسرائيليين، متوقعة تضررهم من الارتفاعات المتتالية التي ستطرأ على أسعار الكهرباء، نظرا لقيام شركة الكهرباء الاسرائيلية بشراء وقود أكثر تكلفة.
جدير بالذكر أن مصر تصدر 43% من الغاز الطبيعي المستهلك في اسرائيل حيث تنتج 40% من الكهرباء بالغاز المصري، كما يغطي الغاز المصدر من مصر 80% من احتياجات الأردن من الغاز الطبيعي، والتي تسعى حاليًا باستبداله والاستعانة بالطاقة النووية في توليد الطاقة.
|