نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي ندوة علمية بعنوان "مائة عام على رحيل أحمد باشا كمال" بمناسبة الانتهاء من ترميم ورقمنة معجم اللغة المصرية القديمة.
استضافت هذه الندوة أسرة أحمد باشا كمال، والتي أهدت المكتبة معجم "اللغة المصرية القديمة" من المهندس عبد الحميد كمال زكريا، حفيد المرحوم العلامة أحمد باشا كمال، مؤسس المدرسة المصرية الوطنية في علم المصريات، والذي يعد شيخ الآثاريين المصريين.
افتتح الندوة الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والأستاذة الدكتورة فايزة هيكل أستاذ الآثار المصرية بالجامعة الأمريكية القاهرة، والمهندس عبد الحميد كمال زكريا حفيد المرحوم أحمد باشا كمال. وقدم الندوة الدكتور أحمد منصور؛ مدير مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية.
وشهدت الفاعلية ندوة علمية عن معجم أحمد باشا كمال بمكتبة الإسكندرية وأدارت الجلسة الأولي الدكتورة فايزة هيكل أستاذ الاّثار المصرية وشارك فيها عدد من الباحثين المتخصصين بمكتبة الإسكندرية الذين قاموا بإلقاء مجموعة من المحاضرات عن دور مكتبة الإسكندرية في ترميم ورقمنة معجم اللغة المصرية القديمة وكيفية إتاحته للجمهور.
بدأت الدكتورة عزة عزت، رئيس قسم البحوث والنشر بمكتبة الإسكندرية المحاضرة عن قصة إهداء المعجم لمكتبة الإسكندرية الذي أطلق عليه "قاموس هيروغليفي-عربي"، والذي يضم 22 مجلدًا، ويعتبر عملاً فريدًا من نوعه، إذ يحمل كل مجلد حرفًا من الأحرف الهيروغليفية، وهو مترجم للغة الفرنسية والعربية، بالإضافة إلى القبطية والعبرية، واليونانية، والأمهرية، والآشورية في بعض الكلمات، فضلًا عن استخدم مجموعة من الخطوط في تلك القاموس بجانب الهيروغليفية وهي: الهيراطيقية، والديموطيقية في بعض الإيضاحات في قائمة المفردات بالقاموس لذا فهو معجزة بكل المقاييس.
وأضافت الدكتورة عزة أن مكتبة الإسكندرية قد قامت بوضع خطة عمل تقوم على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من ترميم وصيانة المعجم بالأساليب الحديثة، ومن ثمَّ حفظه في مكتبة الكتب النادرة بالمكتبة، وعرض بعض الأجزاء للجمهور، فضلاً عن رقمنة المعجم لسهولة الاطلاع عليه من قبل أكبر عدد من المستخدمين لزيادة الاستفادة منه. وبالإضافة إلى ذلك التحقيق العلمي للمعجم وإعادة نشره.
كما ذكرت بعض التحديات التي واجهت مكتبة الإسكندرية بشأن ترميم المعجم مثل الشروخً والاصفرار في لون الورق، إزالة آثار الترميم القديم والذي عرضه للتلف، فنجد أن المعجم قد تعرض لمحاولات الترميم الخاطئ عن طريق استخدام نوع من أنواع اللواصق والذي أدى إلى هجوم فطري أثر على الورق وأدى إلى تآكله، هذا بالإضافة إلى استخدام نوع من أنواع الجلود الرديئة في التجليد والتي تحولت مع الوقت إلى بودرة. إلا أن معمل الترميم بالمكتبة استطاع ترميمه بالكامل وعرضه وإتاحته للجمهور والباحثين وذلك بالتزامن مع مرور 100عام على رحيل أحمد باشا كمال، ليخرج المعجم بعد مائة عام إلى النور للاحتفال بهذا العمل.
وقد وشاركت المكتبة بعرض صور قاموس أحمد باشا كمال بالمعرض الدولي الذي نظمه المتحف البريطاني بلندن في الفترة 13 أكتوبر 2022 وحتى 19 فبراير 2023، بعنوان "الهيروغليفية مفتاح مصر القديمة"، وذلك بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز اللغة المصرية القديمة.
حيث قام وفدًا من المتحف البريطاني في شهر سبتمبر الماضي بزيارة مكتبة الإسكندرية وتضمنت زيارة معمل ترميم الكتب، حيث تم التعرف على مراحل ترميم القاموس وكيفية تجهيزه للعرض أمام الجمهور، وذلك في سياق التعاون البحثي المثمر بين مكتبة الإسكندرية والمتحف البريطاني.
وتابعت بأن كمال اعتمد في هذا القاموس على إيراد الكلمة الهيروغليفية ومرادفاتها المختلفة مع تبيان ما يقابلها من الكلمات العربية المطابقة لها معنى ولفظًا- معتمدًا على نظرية القلب والإبدال- مع ترجمة وشرح لكل كلمة فرنسية. كما كان يبدأ كل جزء بعنوان الحرف وكيفية كتابته بكل من القبطية واليونانية والعبرية والعربية، ثم يبدأ في كتابة المفردات كافة، والتي تبدأ برسم العلامات الهيروغليفية، يليها الترجمة الفرنسية، ثم اليونانية، ثم القبطية وأحيانًا العبرية وأخيرًا العربية، وهناك العديد من الأمثلة التي اعتمد فيها كمال على المقاربة بين الكلمة الهيروغليفية وما يقابلها في اللغة العربية.
وذكرت أن أحمد باشا كمال كان شخصية مصرية وطنية، أحب تراب هذا البلد، فلقد تحدى علماء الآثار الأجانب في تعلم وفهم اللغة المصرية القديمة، وآثار مصر القديمة، والدليل على هذا الآثار التي اكتشفها، وكذلك القاموس الذي أنجزه على مدار 20 عامًا من التدقيق والمراجعة، والذي أمضى فيه ما يقرب من ثلث عمره -حسب رواية نجله "حسن كمال"، وبعد ما انتهى منه حاول أن يطبعه ليصل إلى العامة إلا أن اللجنة التي تم تشكيلها رفضت طباعته، سواء من الجانب الفرنسي، أو بعض الانجليز اللذين لم يبدو موافقة، وتوفي كمال وهو حزين على هذا المعجم الذي ظل أكثر من عشرين عامًا في كتابته.
كما قالت ان هذا العالم الجليل لا يقل أهمية عن جان فرانسوا شامبليون، فكلاهما أحدث ضجة علمية كبيرة في علم المصريات... فإذا كان شامبليون قد فك رموز حجر رشيد لإجادته اليونانية والقبطية، فكمال استطاع أن يربط جذور الكتابة الهيروغليفية باللغة العربية واللغات السامية وترجمة المعجم بالكامل للفرنسية.
من جانبه تحدث بعد ذلك الدكتور أحمد منصور، مدير مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية عن "سيرة أحمد باشا كمال من خلال الأرشيف الوطني" واللغات المتعددة التي كان يعرفها
وعرض على السادة الحضور مجموعه من الوثائق التي وجدها في الأرشيف الوطني من خلال دار المحفوظات ودار الكتب والوثائق مثل شهادة ميلاد أحمد كمال، بيان بعدد من الاجازات التي قام بها أثناء حياته الوظيفية، الوظائف التي تقلدها من معاون الي مترجم الي خوجة الي كاتب افرنجي الي امين مساعد عام 1892، ووثيقة بخط يده عن خروجه للمعاش عام 1916وأخري عبارة عن طلب انشاء مدرسة للآثار المصرية 1881.
كما قام منصور بعرض وثيقة بها طلب من مدير متحف الاّثار لحضور احمد كمال مؤتمر المصريات عام 1922 واخري عن اشتراكه في تحرير كتالوج المتحف المصري الجزء الخاص بموائد القرابين كما تكلم عن العلاقة الطيبة التي كانت تربط احمد كمال وجاستون ماسبيرو عالم المصريات الفرنسي والتي اتضحت من خلال وثائق تفيد التعاون بينهم في نقل عدد من المومياوات الملكية بالدير البحري، كما عرض خطاب توصية من الخديوي عباس حلمي لترقية احمد كمال للدرجة الرابعة. وأيضا وثيقة بها شكوى يقدمها احمد كمال من الظلم الوظيفي.
وفي عام 1923 كان هناك وثيقة بها طلب من الملك فؤاد بالإنعام علي احمد كمال بالباشوية وفي النهاية وثيقة بها تاريخ وفاته في 6أغسطس 1923، وختم حديثه بأن الأرشيف الوطني مصدر معلومات موثق للشخصيات التاريخية.
تكلم بعد ذلك الأستاذ الدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير عن "أحمد كمال بين المتحف المصري والإنتاج العلمي" وتكلم عن شخصية أحمد كمال كعاشق للآثار المصرية وعن ترجمته لكتاب "دليل الزائر الي المتحف المصري بالتحرير" تأليف جاستون الي اللغة العربية وذكر ان بطاقات العرض الموجودة في المتحف المصري كمال من قام بترجمتها الي العربية.
وعرض صورة وهو يشارك في تأسيس المتحف المصري، وتحدث عن اعمال احمد كمال من مقالات وكتالوجات تحتوي على ما تم العثور عليه من لوحات وتماثيل.
وتكلم أيضاً عن العدد التذكاري في حوليات مصلحه الاّثار المصرية وذكر أشهر تلاميذه في كل من المتحف المصري والبحث العلمي في الاّثار مثل سليم حسن صاحب أكبر موسوعة عن الحضارة المصرية باللغة العربية ومحمود حمزة أول مدير للمتحف المصري من المصريين.
وختم حواره بأن احمد كمال كان أمين متحف وباحث ومكتشف ومعلم. وأضاف ان الخطوة القادمة هي عمل أرشيف للمتحف المصري وتوثيق ورقمنه كل ما يحتويه واتاحته للدارسين.
من جانبه، تحدث الأستاذ فرنسيس أمين، الباحث الأثري ومهتم بعلم المصريات وتكلم عن "عائله وتلاميذ أحمد باشا كمال "وقال عن كمال انه انسان لا يعرف البطالة يعمل باستمرار لا يقبل بالكذب ومتواضع وتكلم عن مجلة "اللطائف المصورة" التي وضعت على غلافها في عام 1923 نعي لرائد الاثار المصري أحمد كمال. كما أضاف أن كتاب صفوة العصر تكلم عن أحمد كمال وهو كتاب عن مشاهير ورجال مصر.
وذكر انه وجد وثائق كثيرة ونادرة موجودة في مجموعة تقارير عن “La marche du service des antiquites” التي كانت تصدر كل سنه او كل ثلاث سنوات وكان يصدرها ماسبيرو، وحكي قصه الخبيئة وحفائر وادي الملوك والتي جعلت الاثري المصري احمد كمال يقوم برحلة شاقه للأقصر والسفر بالخبيئة بالمركب النيلية الي متحف بولاق.
كما تحدث عن محمد خشبة وقال انه أحد كبار تجار أسيوط والذي كان مولعا بالآثار فقام بالتنقيب والبحث عن كنوز أسيوط متخذا من قصره متحفا لعرض هذه المقتنيات وعندما تم افتتاح متحف بمدرسة كلية الامريكان بمدينة أسيوط أهدى سيد خشبة كل ما كان يمتلكه لهذا المتحف.
وأضاف انه يجب علينا ان لا نفصل بين أحمد كمال وأحوال مصر والحركة الوطنية التي إذا ذكرت ذكر كل من أحمد لطفي السيد، حسين هيكل، سعد زغلول، طه حسين، مصطفي كامل.
وذكر فرنسيس أيضاً أن من اهم تلاميذ هذ الرجل والوريث الأول هو محمد بك شعبان الأستاذ الاثري الجليل والأمين الوطني المساعد للمتحف المصري الذي كان يجيد فن التفاوض والنقاش والذي قام باستلام مومياء توت عنخ امون وأكمل مسيرة أحمد كمال.
وتكلم فرنسيس عن تلاميذ أحمد كمال ودورهم في تمصير الاّثار مثل سليم حسن، أحمد فخري، لبيب حبشي وحسن كمال العالم الكبير أكبر علماء المصريات.
وتضمنت الجلسة الثانية للندوة عدة محاور وهي كالتالي؛ المحور الأول "ترميم ورقمنة معجم أحمد باشا كمال"، تحدث خلالها الدكتور حسام الديب؛ مدير معمل الكيمياء، والدكتور وائل محمد؛ معمل الترميم، والمهندس إسلام مصباح؛ نائب مدير إدارة المعمل الرقمي.
وقال الدكتور حسام الديب؛ إن القسم يهدف إلى الحفاظ على المواد الارشيفية لنقل التراث الثقافي إلى الأجيال المستقبلية وهي بحالة جيدة، موضحًا أن المعجم كان يتعرض لهجوم حشري ولذلك تم استخدام أسلوب التعقيم، وتلى ذلك عدة مراحل وهي؛ المعالجة المكروبيولوجية، والتنظيف الميكانيكي، وإزالة اللواصق القديمة، والفحص والمعالجة الكيمائية للأغلفة.
وأوضح "الديب" إنه عقب الانتهاء من مرحلة المعالجة والترميم، تدخل الوثائق في مرحلة الحماية المستقبلية؛ باستخدام مواد طبيعية لحفظها من أي هجوم فطري مستقبلي، ثم الحفظ الوقائي من خلال وضع الوثائق في ظروف مثلى لعدم تعرض المخطوط للتدهور وهي أهم مرحلة ودونها يضيع كل المجهود السابق سدي.
فيما قال وائل محمد؛ إن المعجم يضم ٢٢ مجلدًا، حصلت المكتبة على ١٨ منهم بإهداء من أسرة أحمد باشا كمال، بالإضافة إلى ٣ مجلدات من الباحث فرانسيس أمين، وتحدث عن تفاصيل عملية الترميم ومراحلها المختلفة، التي بدأت بتحديد السمات والدلالات التاريخية للمجموعة، حيث تم استخدام التجليد الربعي الذي يجمع الورق مع النسيج، والورق الميكانيكي، وهو ورق مصدره وزارة المعارف المصرية، كما جاءت العلامات المائية توضح الشعارات التي كانت تستخدم في ذلك الوقت.
وأشار "محمد" إلى مظاهر التلف التي تعرض لها المعجم، والتي تضمنت؛ العفن الأحمر، والفقد، والهشاشة، وتشوه الأركان، ووجود بقع، والاهتراء، والإصابات الحشرية، واهتراء النسيج، موضحًا أن الأحبار المستخدمة في الكتابة مختلفة ومنها ما هو قابل للذوبان في الماء وبعضها قابل للذوبان في الكحول.
وأضاف "محمد" إنه عقب دراسة كل هذه العوامل تبدأ عملية الترميم، والتي تتضمن الفحص والتوثيق بالتصوير وتسجيل استمارة البيانات لكل مجلد على حدة، مشيرًا إلى الصعوبات التي واجهتهم خلال ترميم الموسوعة من وجود لواصق في الكعب، وهشاشة الورق، وتنوع الأحبار.
بينما أوضح المهندس إسلام مصباح؛ طبيعة عمل المعمل الرقمي، والذي يهدف إلى المحافظة على الأصول ونشر المحتوى الثقافي الموجود في المخطوط باستخدام أحدث الأجهزة على مستوى العالم، مضيفًا إن المعمل عمل خلال ٢٠ عامًا على ٣٨٥ ألف كتاب، ومليون و٣٠٠ ألف جريدة.
وأشار "مصباح" إلى مراحل رقمنة الوثائق التي تبدأ بالمسح الضوئي، يليها مرحلة المعالجة والتجهيز، ثم مرحلة التمييز الضوئي للحروف، وأخيرًا مرحلة ضمان الجودة، فيما عرض عدة نماذج لبعض الوثائق قبل وبعد الترميم التي توضح العمل الذي يقوم به المعمل.
وتحدث خلال المحور الثاني "متى يصبح علم المصريات مصريًا؟ (أحمد باشا كمال نموذجا) الدكتور لؤي محمود سعيد؛ المشرف على مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية.
أكد الدكتور لؤي محمود سعيد؛ إن أحمد باشا كمال كان حالة استثنائية في تاريخ العمل الوطني والثقافي في مصر وليس في العمل الأثري فقط، فهو شخصية مؤثرة ودراسة علم المصريات بالنسبة له دوافع واضحة، عكس السائد عند أغلب المصريين الدراسين لهذا العلم.
وأضاف "سعيد" إن علم المصريات بالنسبة للمصرين هو اقتفاء اثر العلماء الأجانب، وهذا ما رفضه أحمد باشا كمال بأن يكون نسخة من العلماء الأجانب مع الاعتراف بفضلهم في هذا العلم، حيث كان يسعى إلى تمصير علم المصريات، والذي لم ننجح فيه حتى الآن ولم تتحرر مصر من المدارس الأجنبية في هذا العلم.
وأشار "سعيد" إلى أن المصريين يدرسون تراثها وحضارتها لهدف أساسي ووحيد وهو تقديمها في معلومات للمرشدين والسياح الأجانب ولم يستخدمونه في الحفاظ على الهوية المصرية، حيث لا يزال دراسة علم المصريات هو علم غربي والمصريين ضيوف عليه حتى الآن.
وأكد "سعيد" إن أحمد باشا كمال كان يمتلك رؤية وطنية حيث كان يقوم بجهد شخصي لإبعاد المواقع الأثرية عن أعين اللصوص المصريين والأجانب من خلال ضمها لمصلحة الآثار، لحماية تاريخ مصر، خاصة أن القرن التاسع عشر شهد أكثر عمليات السرقة وكان كل القناصل الأجانب لصوص آثار.
وشدد "سعيد" إن تمصير علم المصريات لابد أن يكون جزء منه معتمدًا على الثقافة المصرية المعاصرة التي تعد امتداد للحضارة القديمة، وأن يكون لنا دوافع واضحة، وتأصيل للروابط التي تجمع بين الحضارة المصرية والثقافات المختلفة الموجودة بمحيطها.
وجاء المحور الثالث بعنوان "ايجيبتولوجي بالعربي: رواد المصريات الأوائل والجمهور العام"، تحدثت خلاله الدكتورة فاطمة كشك؛ باحثة بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمركز البولندي لآثار البحر المتوسط.
تطرقت الدكتورة فاطمة كشك خلال كلمتها إلى دور علماء المصريات الأوائل في نشأة علم المصريات المصري، مشيرة إلى الفرصة العظيمة التي حصلت عليها في عام ٢٠١٣ للعمل على مخطوطات تخص سليم حسن وهو أحد أهم تلاميذ أحمد باشا كمال، مما اتاح لها التعرف بشكل أوسع على الأخير، مشددة أن قيمة هؤلاء الرواد فكرية خالدة.
وأضافت "كما أن رواد الفكر المصري الحديث مثل رفاعة الطهطاوي من أوائل ممن نادوا بزيادة الوعي بالحضارة القديمة، الذي اكتشفها عندما كان يدرس في فرنسا وشعر حينها بالخجل بسبب إهمال المصريين لها"، مؤكدة أن الصورة ليست قاتمة والباحثين المصريين لهم بصمة في علم المصريات.
وأوضحت "كشك" إن هناك وعي لدى المجتمعات المحلية تجاه حضارتها، وما يحتاجه الباحثين هو التواصل مع هذه المجتمعات، وهو ما لمسته من خلال عملها في مشروعات مختلفة وتعاملها مع الجمهور العام وذلك في عام ٢٠٠٧، مشددة على ضرورة فهم وعي الجمهور ومصادر المعرفة للشرائح المختلفة.
وأشارت "كشك" إلى مبادرة "إيجبتولوجي بالعربي" التي أطلقتها عام ٢٠١٩، التي تتضمن محاضرات عن تاريخ مصر، بدأت بحضور ٩ أشخاص، ومع مرور السنوات تشهد المحاضرات إقبال غير مسبوق، ويتم استضافتها في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية.
واختتمت الجلسة بمحور حمل عنوان "معجم أحمد باشا كمال: ما وراء المشهد"، تحدث خلالها الدكتور باسم سمير الشرقاوي؛ أستاذ المصريات والقبليات بالمركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية.
وسرد الدكتور باسم سمير الشرقاوي، تفاصيل المشروع الذي شارك فيه عن دراسة وفهرسة وتحقيق قاموس أحمد باشا كمال للغة المصرية القديمة، موضحًا أن القاموس يضم ٢١ جزء عن الأصوات المصرية القديمة، وهناك مجموعة أصوات مدمجة في بعض الأجزاء، فيما يفقد من القاموس الجزء الثالث عشر والثالث والعشرين.
وأوضح "الشرقاوي" إن القاموس هو مجرد مسودة ولم تكن النسخة النهائية، والدليل على ذلك أن مكتبة الإسكندرية تحصلت على مجلدين لصوت واحد، كما أن بعض المجلدات مفقودة فهناك خمس نسخ لخمس أصوات مختلفة غير متوفرة، حيث كان يبدأ في كتابة المسودة ويرسلها إلى المطبعة وتصدر بعد عام.