الإمارات تعزز شراكاتها مع أسواق جنوب شرق آسيا

 


تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز حضورها وتوسيع شراكاتها التجارية في منطقة جنوب شرق آسيا.


 


وكان وفد من كبار المسؤولين في سوق دبي المالي قد توجهوا خلال الأسبوع الماضي في زيارة رسمية إلى سنغافورة لعقد أول جولة ترويجية دولية للمستثمرين هناك.


 


وتؤكد هذه المبادرة التزام سوق دبي المالي بتوسيع حضورها في أسواق الاستثمار العالمي فيما تواصل دولة الإمارات العربية تعزيز شراكاتها مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).


 


وقال حامد علي، الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي وناسداك دبي، في حديث إلى منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت: "يتمثل هدفنا بمد جسور التعاون بين دول شرق آسيا والمنطقة وتوحيد رؤوس الأموال وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية لتلبية الاهتمام المتزايد من المستثمرين الدوليين".


 


وتضم رابطة دول جنوب شرق آسيا كل من بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.


 


ووصلت قيمة إجمالي التبادل التجاري فين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول آسيان إلى 15.3 مليار دولار أمريكي خلال النصف الأول من عام 2023، بزيادة بلغت نسبتها 2 في المائة عن الفترة نفسها في عام 2022.


 


وفي عام 2022، مثلت رابطة دول جنوب شرق آسيا 5.2% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات، بقيمة بلغت 32.2 مليار دولار.


 


كما ترأس الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وفدًا إماراتيًا إلى لحضور قمة الأعمال والاستثمار لرابطة دول جنوب شرق آسيا، التي أقيمت في العاصمة الإندونيسية جاكرتها في مطلع شهر سبتمبر.


 


وقال خلال الزيارة: "مع استمرار تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي شرقاً، يمكن لدولة الإمارات ورابطة آسيان استحداث منصة جديدة لتوفير الفرص وتوجيه رؤوس الأموال إلى القطاعات عالية النمو، وتطوير حلول جديدة في مجال الأمن الغذائي وتحول الطاقة وصناعات المستقبل القائمة على الابتكار".


 


وكانت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا قد بدأت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر، وتهدف الاتفاقية إلى الوصول بالتجارة الخارجية غير النفطية إلى 10 مليارات دولار سنوياً بين الطرفين في غضون 5 أعوام، وتنص بنود الاتفاقية على إعفاء 80 بالمائة من الصادرات الإماراتية إلى إندونيسيا من الضرائب.


 


كما ترأس سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وفد الإمارات المشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي الإماراتي الإندونيسي حول التعاون الاقتصادي المشترك في أواخر شهر سبتمبر، وسلط الضوء على رغبة الشركات الإماراتية الدخول في المزيد من الشراكات الاستثمارية في قطاع الطاقة المتجددة في إندونيسيا.


 


وهنأ معاليه البلدين على نجاح شركة مصدر وشركة مرافق الكهرباء "بي تي بي جاوا بالي" في إكمال مشروع محطة شيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، بمنطقة Cirata بإقليم جاوا الغربية الإندونيسي والتي تعد أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في العالم.


 


ويعد المشروع الجديد أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في العالم، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المرحلة الأولية بقدرة 145 ميجاوات في وقت لاحق من هذا العام.


 


وشهد الأسبوع الماضي توقيع اتفاقية تجمع مصدر مع بي إل إن نوسنتارا لتطوير المرحلة الثانية من مشروع Cirata لزيادة قدرته الإنتاجية إلى 500 ميجاوات.


 


كما دخلت مصدر أيضاً قطاع الطاقة الحرارية الأرضية من خلال الاستثمار في شركة بيرتامينا للطاقة الحرارية الأرضية في إندونيسيا في وقت سابق من هذا العام.


 


وقال فريدي نيف، كبير زملاء الشرق الأوسط في شركة آسيا هاوس، في حديث إلى منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت أنه من المتوقع أن تزدهر العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيان مع دخول اتفاقيتي الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات مع كل من إندونيسيا وكمبوديا حيز التنفيذ وتواصل المفاوضات مع كل من فيتنام وتايلاند والفلبين وماليزيا.


 


ووفقا لآسيا هاوس، شكلت تجارة الإمارات مع دول آسيان أعلى نسبة من دول مجلس التعاون الخليجي، بزيادة بلغت أكثر من 48 في المائة من الإجمالي في عام 2021.


 


كما حققت التجارة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول آسيان أكبر نمو بين عامي 2010 و2021، حيث ارتفعت من 27.1 مليار دولار في عام 2010 إلى 41.2 مليار دولار في عام 2021.


 


وتابع فريدي نيف: "نتوقع أن تزدد أهمية العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيان خلال المرحلة القادمة، وخاصة مع توسع الطبقات المتوسطة في آسيان وآفاق النمو الجيدة لكلتا المنطقتين خلال العقد المقبل".


 


كما عقد الزيودي اجتماعاً مع تنغكو ظفر التنغكو عبد العزيز وزير الاستثمار والتجارة والصناعة في ماليزيا، ومعالي نغوين هونغ دين وزير الصناعة والتجارة في فيتنام لتناول التقدم في محادثات الشراكة الاقتصادية الشاملة.


 


وقال نغوين مانه توان، سفير فيتنام في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الطرفين سيختتمان المحادثات خلال العام الجاري.


 


وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري العربي الأول لفيتنام، إذ تمثل 39 بالمائة من إجمالي تجارتها مع المنطقة، وكانت غرفة دبي الدولية قد افتتحت مكتبًا تمثيليًا في مدينة هوشي منه في يوليو.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي