غالباً ما يقع المستثمرون في جميع أنحاء العالم ضحية ما يعرف باسم "التحيز نحو الاستثمار المحلي"، وهي ظاهرة تشير إلى ميل المستثمرين للاستثمار في الأسهم المحلية.
وعلى الرغم من أن هذا التحيز يمنح المستثمرين شعوراً بالطمأنينة والراحة، إلا أنه قد يتحول إلى عائق يحد من إمكانيات محفظتهم الاستثمارية.
ويمكن أن يؤدي تركيز الاستثمارات في الشركات المحلية وعدم التنويع إلى تقليص العوائد وزيادة المخاطر المحتملة على المحفظة الاستثمارية.
وتعتمد المحفظة الاستثمارية القوية والقادرة على تحمل تقلبات السوق على التنويع في الاستثمار في القطاعات والمناطق الجغرافية المختلفة. كما يعتقد العديد من المستثمرين أنهم يحققون هذا التنوع من خلال حيازة أسهم لشركات متعددة داخل السوق المحلية إلا أن هذا غير كافٍ.
حيث يظل مستوى المخاطر مرتفعاً حتى لو امتلك المستثمر محفظة تشمل كافة المؤشرات المحلية، لأنها تتضمن قطاعات محدودة.
وتركز المؤشرات المحلية بشكل كبير على قطاعات معينة، مثل المستحضرات الدوائية أو العقارات أو الخدمات المصرفية، فيما تفتقر إلى التمثيل الكافي في قطاعات أخرى، مثل التكنولوجيا.
كما يمكن أن يؤدي عدم التنوع هذا إلى تقليص العوائد. كم أن تركيز المستثمرين على الأسهم المحلية، يحرمهم من الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها التطورات التي تشهدها الأسواق العالمية، مثل النمو الكبير لشركات التكنولوجيا والخدمات الرقمية.
وغالباً ما يبرر المستثمرون ميلهم للاستثمار في الأسهم المحلية بكونهم يتملكون فهماً ودراية أكبر بالشركات المحلية إلا أن هذا التصور قد يكون خاطئاً. لأن تصدر أخبار كبرى الشركات المحلية لعناوين الصحف، لا يعني بالضرورة امتلاك المستثمرين فهماً كافياً لأساليب عملها.
وفي المقابل، يستخدم معظم الناس يومياً العلامات التجارية والخدمات العالمية كشركات التكنولوجيا العالمية: مثل فيسبوك أو نتفليكس أو مايكروسوفت.
وكان الاستثمار في الأسهم الأجنبية، في الماضي، يتطلب الكثير من الجهود والتكاليف، وغالباً ما كان يفرض على المستثمرين القيام بمعاملات يدوية وتحمل رسوماً أعلى. إلا أن التقدم التكنولوجي وتصاعد المنافسة في القطاع المالي قد أسهما في جعل الاستثمار في الأسواق العالمية أكثر سهولة وأوفر من حيث التكلفة من أي وقت مضى.
ونلتزم في ساكسو بنك بتمكين المستثمرين من التغلب على هذه الظاهرة غير الصحية وتوسيع نطاق استثماراتهم، وذلك من خلال منصاتنا التي تقدم فرصاً للاستثمار في أسواق الأسهم العالمية، خاصة في الولايات المتحدة.
ويستحق دعم الشركات المحلية الكثير من الثناء، كما يجب أن تشكل الشركات المحلية القوية جزءاً لا يتجزأ من أي محفظة استثمارية متوازنة. ولكن لا ينبغي أن تشكل كامل حيازات المستثمر، فتركيز الاستثمارات في سوق معينة يجعلها عرضة للتقلبات الاقتصادية المحلية ويحد من الاستفادة من فرص النمو العالمية.
ويعد التنويع عبر مختلف المناطق الجغرافية والقطاعات أمراً بالغ الأهمية للتقليل من المخاطر وزيادة العوائد على المدى الطويل. ويشكل إنشاء محفظة استثمارية متنوعة استراتيجية ذكية وضرورية لتحقيق النجاح في ظل التطورات التي يشهدها قطاع الاستثمار.
|