أكثر من 5 ملايين فردا يعانون من نقص الغذاء في النيجر

 


 



أجبر نقص المواد الغذائية رجال قرية زامكويا-كويرا غرب النيجر علي الرحيل بحثا عن فرص عمل، تاركين وراؤهم النساء ليتحملن المسؤولية الكاملة عن بقاء العائلات قيد الحياة، فقد بينت دراسة وطنية أن 5.4 مليون مواطنا يقاسون من إنعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء البلاد.



وصرحت القروية بيباتا موكانيلا (40 سنة من العمر) لوكالة "IPS"، إن الرجال قد غادروا زامكويا-كويرا للبحث عن أي وسيلة لإطعام الزوجات والأطفال الذين خلفوهم لمصيرهم، وذلك بسبب عدم وجود أي محصول علي الإطلاق في الموسم الحالي.



وتابعت :"نأكل مرة واحدة فقط في اليوم منذ عدة أشهر"، حسبما تقول هذه الأم لثمانية أطفال، في حين تطهي عصيدة بسيطة من الذرة البيضاء لإطعام أسرتها طوال اليوم كله. وتضيف أن "هذا الحال يعني أيضا أن أطفالنا لم يعودوا يذهبون إلى المدارس، فأقرب واحدة تقع في قرية مجاورة، على بعد 3 كيلومترات من هنا".



وبدوره، قال عودي أدامو، وهو رب أسرة قرر البقاء في القرية، أن الجميع يخشون أن تزداد الأزمة سوءا إذا ما تأخر وصول المعونة الغذائية التي وعدت الحكومة الفئات الضعيفة به.



وتتردد أصداء صوت أدامو المستغيث في عدة مناطق من البلاد النامية غير الساحلية في غرب أفريقيا، التي تواجه هذا العام أزمة غذائية خطيرة جراء فقر المحاصيل في موسم 2010-2011.



فقد أدت قلة الأمطار إلي عجز في الإنتاج الغذائي بما يزيد عن نصف مليون طن من الحبوب ونقص في علف الماشية بأكثر من 10 مليون طنا.



هذا ولقد بين مسح عن الفئات الضعيفة أعد في ديسمبر2011، أن أكثر من ثلث عدد سكان النيجر البالغ 15.7 مليون نسمة، يعيشون في حالة إنعدام الأمن الغذائي، وأن 1.5 مليون منهم سوف يعانون من نقص حاد في الغذاء.



وأفاد إيريك أتغيبو، كبير خبراء التغذية بمكتب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في عاصمة النيجر نيامي، أن الحكومة وشركائها يسعون إلي حشد الموارد من أجل تفادي هذه الأزمة الغذائية الضخمة التي "تخيم بالفعل علي رؤوسنا".



وأوضح أن نحو 330 ألف طفلا يعانون من سوء التغذية الحادة في الوقت الحاضر، وحوالي 700 ألف من "الجوع المعتدل". وقال "لقد رأينا 20 ألف حالة سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، بمعدل 5 الالف حالة جديدة كل أسبوع" في المراكز الطبية.



وفي غضون ذلك، وجه رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني، نداء لطلب المساعدات لأهالي مدينة تيلابيري غرب النيجر.



وقال ان البلاد بحاجة الى نحو 224 مليون دولارا، وأن هذه الموارد ستستخدم في تنفيذ إجراءات لتخفيف حدة الازمة مثل إجراء توسيع كبير في رقعة الزراعة المروية، وشراء وتوزيع العلف الحيواني، وتدابير أخري ضد سوء التغذية.



لكن سادو حسيمي، العضو في تعاونية المزارعين في نيامي، قال إن "نجاح العملية يتوقف على المشاركة المباشرة (للمزارعين) للمنتجين في تنفيذ مثل هذه الإجراءات، وهو ما لا يحدث علي أرض الواقع".



أما المنظمة غير الحكومية الدولية "انقذوا الأطفال"، ومقرها في لندن، فقد هبت لمساندة حكومة النيجر، داعية المجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للأموال اللزمة لإنقاذ الأطفال المهددين بسوء التغذية. وأفادت في بيان لها في يوم 27 يناير، أن نحو ثلاثة ملايين طفلا يواجهون شبح الجوع في النيجر، مما يتطلب معونات قدرها 47 مليون دولار لتجنب وقوع كارثة محدقة.




جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي