كيف يمكن حل أزمة 10 ألاف بائع متجول في وسط القاهرة ألان؟ هذا سؤال يُحاول الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الحصول على إجابة له بالتعاون مع محافظة القاهرة و مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) و وزارة الثقافة، من خلال توقيع بروتوكول تعاون مشترك لحل مشكلات العشوائيات والباعة الجائلين.
وأرجع سمير غريب، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أهمية هذا التعاون قائلا "إن حل المشكلات المادية مثل أزمة العيش وأنابيب الغاز فقط لا يكفى، فالإنسان إذا لم يشعر أن المكان الذي يعيش فيه ليس مكانه، سيكون عدوانيًا مع المكان وقد يدمره في أي لحظة".
واستشهاد غريب على كلامه بقول المتصوف العربي المسلم ابن عربي "المكان الذي ليس له مَكانه لا يعول عليه"، هو ما لجأ إله الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة في كلمته عقب توقيع البروتوكول، ليصف المشروع بأنه يسعى إلي "محاولة الوصول إلي مصر الجميلة، والشعور بالانتماء للمكان".
واستبعاد رئيس الجهاز اللجوء إلي حلول النظم الاستبدادية في حل مشكلة العشوائيات، هو ما أكد عليه الدكتور محمد كاظم رئيس مكتب الهابيتات بالقاهرة، قائلا " الحلول ليست بسيطة ومباشرة، فالإزاحة أو المنع أو وضع الباعة الجائلين في السجون، هي حلول لنظم استبدادية نجحت أحياناً، لكنها حلول تسببت في مشكلات أخرى مثل الفقر والبطالة" .
وأضاف أنه يسعى إلى حلول متكاملة تراعى حقوق الباعة الجائلين، وهي الإستراتيجية التي تعتمدها الهابيتات في حل هذه المشكلة موضحا "لن تقف الحلول فقط عند تنظيم ألاماكن التي يقف فيها الباعة بشكل حضاري وإنارة هذه ألاماكن، ستتطرق حلولنا إلى توفير فرص عمل و وسائل الانتقال"، مضيفا بُعداً ايجابيا لظاهرة الباعة الجائلين من الناحية التنموية هي" إنهم أصدقاء للبيئة فلا يستعملوا الوقود و الطاقة الكهربائية ولا الغاز".
وبناء على الإستراتيجية السابقة، استطرد الدكتور عبد القوى خليفة محافظ القاهرة في شرح الحلو الأولية لمشكلة الباعة الجائلين في قلب القاهرة، قائلا" في وسط القاهرة 10 آلاف بائع متجول، منهم من يمتهن هذه المهنة منذ سنوات، وأصبحت مصدر رزقه، والبعض الأخر هم باعة جائلين جاءوا من محافظات حول القاهرة، سعيا للرزق مع الأحداث السياسية التي كانت تجمع مئات ألاف من المواطنين في ميدان التحرير ومحيطه، والجزء لأخر منهم أمتهن هذه المهنة (البائع المتجول) خلال العام الماضي فقط لنفس الظرف السابق".
واستكمل محافظ القاهرة "نرصد هذه المجموعات وسنقوم بتقنين أوضاع الباعة الذين يمتهنوا هذه المهنة منذ سنوات، وسنعمل أكشاك على شكل عربات لهؤلاء الباعة، أما اللذين امتهنوا هذه المهنة حديثا سنوجههم لبرامج أعادة تأهيل ليعملوا في مهن أخرى، وتم رصد المحافظات التي يأتي منها الباعة الجائلين إلي القاهرة، وسيتم توجيه استثمارات إلى هذه المحافظات لتتحول من محافظات طارده إلى محافظات جاذبة".
|