يبدو أن خطط رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" التنموية المتضمنة بناء الطرق والكباري ومصانع الطاقة أصبحت تواجه تهديدات حقيقية بسبب نقص التمويل اللازم بنحو 15 مليار دولار على الأقل.
ووفقاً للبيانات الرسمية، توجد صفقات تساوي قيمتها حوالي 5.5 مليار دولار لبناء كوبري ثالث فوق مضيق البوسفور في اسطنبول وتشغيل بعض المشروعات الأخرى التي تم تأجيلها منذ شهر ديسمبر الماضي، وتم إلغاء أو إرجاء مبيعات شبكة كهرباء بقيمة 10 مليارات دولار منذ بداية عام 2010 بسبب عدم حصول الشركات على قروض.
وأظهرت بيانات لوكالة بلومبرج، ارتفاع تكلفة تمويل المشروعات على الشركات التركية الى متوسط 300 نقطة أساس أعلى من أسعار الفائدة الاسترشادية منذ شهر أكتوبر الماضي من 222 نقطة في التسعة أشهر الأولى من 2011.
ويرى بعض المصرفيين أن تمويل المشروعات في الوقت الراهن ليس مستحيلا ولكنه "صعب" وان المستثمرين اصبح من الصعب إرضاؤهم بالتمويل طويل الأجل بسبب المشكلات في اوروبا.
ويسعى أردوغان الى الاستثمار من الخارج لتمويل العجز في الحساب الجاري الذي ارتفع لأكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي بالعام الماضي وأدى الى هبوط قيمة العملة بنسبة 18% امام الدولار.
ويتوقع أردوغان أن النمو الاقتصادي في تركيا سيحقق تباطؤاً الى 4% في العام الحالي من 9.6% في التسعة أشهر الأولى من عام 2011.
ومن جهته، قال "ميرت يلديز" الخبير الاقتصادي بشركة "رينيسانس كابيتال" بلندن إن الناس في لندن ليس لديهم رغبة في الاستثمار طويل الأجل ويرجع ذلك جزئياً الى وفرة السيولة.
وأضاف أنه توجد صعوبة بالغة في الوقت الراهن على البنوك الأوروبية أو أي مستثمر في البحث عن ائتمان طويل الأجل يمتد الى عشرة أعوام وهو ما يتم الحاجة إليه لتمويل هذه المشروعات التي أيضا تستغرق اعواماً لاستكمالها.
ويرى يلديز أن أردوغان لن يحاول اقتراض 10 مليارات دولار من أسواق الدين من أجل البدء في هذه المشروعات حيث إن رئيس الوزراء يعرف مخاطر التوسع المالي.
|