ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا مع استعداد التجار لاحتمال تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، ما يزيد المخاطر التي تهدد استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وسجّلت العقود المستقبلية الهولندية، تسليم الشهر التالي، ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 38.12 يورو لكل ميجاوات/ساعة، بعد جلسة تداول متقلبة في اليوم السابق، وكان المؤشر قد صعد بنسبة وصلت إلى 1.8% بفعل المخاوف الجيوسياسية.
تداعيات محتملة على إمدادات الغاز
رغم أن الإمدادات تبدو مستقرة حاليًا في أوروبا، إلا أن اعتماد القارة الكبير على الغاز الطبيعي المسال يجعل السوق عرضة لتقلبات حادة في حال تفاقمت التوترات الجيوسياسية.
وتحتاج أوروبا إلى زيادة وارداتها من هذا الوقود خلال الأشهر المقبلة لإعادة ملء المخزونات، بعد تراجعها إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات خلال الشتاء الماضي.
تهديد مضيق هرمز يلوح في الأفق
ومن أبرز المخاطر المحتملة، احتمال إغلاق مضيق هرمز من قبل إيران في حال تصاعد الصراع، ما قد يعوق الشحنات القادمة من قطر، أحد أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال عالميًا. ويُعد المضيق أيضًا مسارًا أساسيًا لشحنات النفط من الخليج، مما دفع الأسواق إلى مراقبة حركة الناقلات عن كثب.
تحليلات الأسواق: التأثير لا يزال محدودًا
وأشار محللو بنك "جولدمان ساكس"، سامانثا دارت وفريدريك ويتسمان، إلى أن تأثير التصعيد الحالي على سوق الغاز العالمية لا يزال محدودًا حتى الآن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض الطلب من الصين، مما وفّر كميات أكبر من الغاز لمشترين آخرين مثل مصر، التي تسعى لتأمين بدائل بعد خفض إسرائيل لإمداداتها.
خطط أوروبية لفك الارتباط من الغاز الروسي
وفي سياق موازٍ، يواصل الاتحاد الأوروبي خططه لإنهاء الاعتماد على الإمدادات الروسية من الغاز، سواء عبر الأنابيب أو الغاز المسال، بحلول نهاية عام 2027.
وتشكل روسيا حاليًا نحو 13% من واردات الغاز الأوروبية. ومن المتوقع أن تكشف المفوضية الأوروبية اليوم عن مقترحاتها لتطبيق هذا الحظر التدريجي.