شهدت الفترة الماضية إقبالاً كبيرًا من البنوك على تمويل إنشاء الأندية الرياضية وفروعها بالمدن الجديدة، فى ظل عشق المصريين للرياضة وزيادة أسعار الاشتراكات بالأندية الرياضية عامًا تلو الآخر.

ويؤكد محمد عبدالسلام، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة والتسوية والإيداع، أن البنوك تعتبر المجال الرياضى من أفضل أنواع الاستثمار الناجحة خلال الفترة الحالية، وهو ما يدفعها للزج بأموالها فى هذا القطاع، مشيرًا إلى أن المجتمع المصرى يعشق الرياضة والنوادى، وهو ما يمثل دافعًا قويًا للتوسع فى إطلاقها وبناء فروع لها، الأمر الذى يؤدى بدوره إلى إقبال البنوك على هذا النوع من التمويل.

وأضاف "عبدالسلام" أن البنوك باعتبارها مؤسسات مالية تقوم بتمويل هذه الأندية مقابل أسعار فائدة معقولة، وهو ما يعتبر مكسباً مميزًا لها ، موضحًا أنه رغم ارتفاع أسعار اشتراكات الأندية بصورة كبيرة فإن المواطنين يتهافتون على الاشتراك فيها، لافتًا إلى أن شركة "المقاصة سبورت" تتولى إدارة النادى والاستثمار وشراء اللاعبين ، وبالتالى يعد نادى "مصر المقاصة" أول نادٍ رياضى شركة مساهمة مصرية.

من جانبه يرى طارق حلمى، العضو المنتدب السابق لبنك المصرف المتحد، أن اتجاه البنوك لتمويل إنشاء الأندية الرياضية اتجاه مؤقت تحكمه الظروف، وذلك لأن عدد الأندية التى يتم إنشاؤها خلال الفترة الأخيرة ليس كثيرًا.

وأشار إلى أن قيام بنكى التعمير والإسكان والعقارى المصرى العربى بتمويل إنشاء فرع لنادى الجزيرة فى مشروع «داماك» يصب أساسًا فى مجال كلا البنكين، حيث إنهما بنوكان عقاريان ومتخصصان فى مجال التمويل العقارى.

وعن قيام البنك الأهلى بمنح تمويل لصالح شركة "بتروسبورت"، أشار "حلمى" إلى أن هذه الشركة تتبع الهيئة العامة للبترول، ويتنافس عدد كبير من البنوك على إقراضها لما تتمتع به من جدوى اقتصادية وائتمانية عالية، كما أنه قطاع واعد وكثير الربحية بالنسبة للبنوك.

من جانبه يرى خالد الشاذلى، عضو مجلس الإدارة بالبنك العقارى المصرى العربى، أن البنوك تنظر إلى تمويل الأندية الرياضية مثله مثل أى ائتمان آخر، وتقوم بتمويله فى حال التأكد من نجاحه المشروع ومن مصادر السداد الخاصة به.

وأضاف "الشاذلى" أنه عند قيام البنوك بتمويل إنشاء الأندية الرياضية فإنها تقوم بأخذ ضمانات كافية عند منح التمويل، وتتمثل هذه الضمانات فى اشتراكات العضوية الخاصة بأعضاء النادى، حتى يتم التأكد من أن هذا النادى يحقق ربحاً يستطيع من خلاله سداد الأقساط المستحقة عليه، هذا بالإضافة إلى أن البنوك تقدم التمويل أيضا بضمان الأراضى التى تقام عليها الأندية.

وأكد أن البنك العقارى المصرى العربى يقوم بإنشاء فرع لنادى الجزيرة داخل مشروع «داماك» عن طريق شركة داماك للتطوير العقارى حيث يمتلك البنك نسبة من أسهم ملكيتها، بالإضافة إلى بنك التعمير والإسكان.

وأكد نبيبل الحكيم، الخبير المصرفى، مستشار بنك "بيريوس" سابقًا، أن اتجاه البنوك لتمويل إنشاء الأندية هو عملية تمويلية تشبه عمليات التمويلات الأخرى مثل تمويل مصنع أو قرية سياحية، مشيرا إلى أن الأندية عندما تريد إنشاء فروع لها بأى مكان أو أن تقوم الشركات الرياضية بإنشاء أندية فلا تجد أمامها إلا الاقتراض من البنوك.

وأشار "الحكيم" إلى أن تمويل الأندية من قبل البنوك مثله مثل التمويلات الأخرى يحمل  درجة مخاطرة، حيث لا يوجد مشروع خالٍ من المخاطر بنسبة 100% ، ويحاول البنك بقدر الإمكان تقليلها عن طريق حساب هذه المخاطر بشكل دقيق، بالإضافة إلى أخذ الضمانات الكافية لهذا التمويل، مؤكدا أن هذا التمويل من القطاعات التى تحقق ربحاً للبنوك.