تونس ومصر تشاركان في المعرض العالمي للسياحة بباريس.. وغياب ليبيا واليمن وسوريا

 


 



تشهد العاصمة الفرنسية باريس فعاليات المعرض العالمي للسياحة بين 15 و 18 مارس الحالي، بمشاركة عدد كبير من الدول الأجنبية والعربية ومن ضمنها بعض دول الربيع العربي وعلى رأسها تونس ومصر.



وغابت ليبيا واليمن وسوريا عن هذه التظاهرة العالمية لأسباب غير معلنة كما صرح بعض المشرفين على الصالون، بينما سجلت دول أخرى حضورها بكثافة، حيث تشهد أجنحة تونس ومصر إقبالا طيبا من قبل الزوار الذين أظهروا اهتماما بالأوضاع في هذه الدول وبالعروض السياحية التي تقدمها.



وقامت وكالة "France 24" بإجراء لقاءات مع الزوار في المعرض، إذ يقول ستيفان - 68 عاما - الذي أتى رفقة زوجته إلى جناح تونس، إنه يرغب في الحصول على بعض الاستفسارات حول الأوضاع في تونس اليوم، واكتشاف العروض المقدمة في هذا الصالون، ويقول إن تونس تبقى وجهتهما المفضلة ولكنهما لم يزوراها منذ قيام الثورة ويرغبان في العودة خلال أغسطس المقبل.



أما ماري وهي فرنسية في 35 من العمر ترغب في ممارسة الغوص في شرم الشيخ، فتقول إنها ترغب في الاستعلام في جناح مصرعن الأوضاع في هذه البلاد بعد الثورة، وتقول إن المعلومات التي حصلت عليها من الجناح المصري مطمئنة وأنها ترغب في التأكد بنفسها من ذلك حيث ستمضي أسبوعا كاملا في أحد المنتجعات السياحية المصرية.



من جهتها قالت أمال حشاني، مديرة الديوان التونسي للسياحة في باريس، إن السياحة في تونس بدأت تستعيد مكانتها المعهودة بعد توقف قصير فرضته الثورة التونسية العام الماضي. فإبان الثورة كان هناك تخوف من قبل وكالات السياحة العالمية ، إلا أن الوضع تغير اليوم بشكل إيجابي بعد انتخابات أكتوبر الماضي، ورغم بعض الاحتجاجات التي أعقبها ظهور نتائج هذه الانتخابات فإن الحجوزات اليوم بدأت تستعيد نسقا تصاعديا، وخلال الشهرين الأخيرين شهدت البلاد ارتفاعًا بنسبة 60% عن مستوى حجوزات عام 2011، وبدأت نقترب من تحقيق نتائج عام 2010 الذي كان عاما مثاليا على مستوى الإقبال على تونس كوجهة سياحية.



وأردفت قائلة: "نراهن خلال هذه السنة على عودة حقيقية للاعداد المعتادة خاصة أننا نعمل على تنويع المنتجات السياحية التونسية، ولم نعد نراهن فقط على االسياحة الصحراوية أو الشاطئية كما في السابق بل أصبحنا نراهن أيضا على مفهوم الثورة، على هذه الصورة التي أصبح الشعب والمواطن التونسي يتمتع بها. وتونس تبقى وجهة سياحة مفضلة خاصة لدى الفرنسيين لاعتبارات عديدة تاريخية وجغرافية."



أما هاني برسوم، الخبير في السياحة، فذكر إن المسؤولين عن السياحة المصرية يحاولون اليوم من خلال مشاركتهم في  المعارض الدولية حول السياحة، ايصال رسالة مفادها أن الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر ما بعد الثورة قد استعادت جزءا كبيرا من استقرارها المعهود. وبث رسالة طمأنة إلى الوكلاء السياحيين مفادها أنه لم تسجل حالات اعتداء على السياح أو الوافدين إلى مصر، وذلك دحضا للأخبار التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام التي تتناول الحوادث المعزولة والفردية أكثر من الانجازات المحققة. ويضيف بأن السياحة في مصر اليوم بدأت تستعيد توازنها خاصة في منطقة البحر الأحمر والصعيد حيث الإقبال يشهد تصاعدا ملحوظا.



ويضيف برسوم بأن ارتباط المخاوف في هذا القطاع بصعود التيارات الإسلامية غير مبرر . وبعد فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية الأخيرة أصبح لأعضاء الحكومة الجدد مسؤولية دفع عجلة الاقتصاد والدفاع عن مصالح البلاد، وبما أن السياحة هي من بين ركائز الاقتصاد المصري فليس من الوارد أبدا أن تعمد الحكومة الجديدة على المس بها. "التيارات الدينية في مصر لا تعني أبدا التشدد "، اليوم توجد دول إسلامية تسيطر عليها أحزاب ذات توجه إسلامي غير أن السياحة فيها مزدهرة وتشهد اقبالا طيبا مثل تركيا وأندونيسيا وماليزيا.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي