يبدو أن رحلة الشقاء والمعاناة لأصحاب الحوالات الصفراء ، لم تنته بعد ، فبعد الانتظار لنحو 22 عاماً ، وتسرُّب اليأس إلى الكثير منهم فى استرداد حقوقهم ، توصلت الحكومة مع السلطات العراقية إلى حل للمشكلة وبدأ صرف الحوالات اليوم الأحد ، لكن ذلك لم يضع نهاية للمعاناة ، حيث تكدس المئات أمام مصرف "الرافدين" بمنطقة الدقى ، تغطى وجوههم مسحة من حزن وكثير من الحيرة بعد أن سقطت اسماء بعضهم من الكشوف ، وفشل البعض الآخر فى الاستدلال على البنك الذى تم تخصيصه ليقوموا بالصرف منه .
ونتيجة لتزايد أعداد المستحقين الذين تجمهروا أمام مصرف الرافدين العراقى ، والذى خصصه البنك "المركزى" لتلقى الشكاوى، اضطر موظفوه إلى النزول من مكاتبهم إلى الشارع ليتلقوا الشكاوى ، ويقدموا النصائح للناس ، خاصة أن الكثير منهم أتوا من المحافظات نظراً لعدم علمهم بإمكانية الصرف فى محافظاتهم .
محمد السيد الطحاوى – 68 عام من قنا - جاء إلى القاهرة ليسأل من أين يصرف حوالاته وبعد أن استدل من خلال موقع "القوى العاملة" على وجود اسمه فى كشوف البنك "العربى الافريقى" توجه إلى أحد فروع البنك ليؤكد له موظفوه أنه غير مدرج لديهم ، الرجل توجه إلى مصرف الرافدين ليقدم شكوى حاملاً فى يده "حوالاته وجواز سفره" ليبدأ رحلة معاناة أخرى بحثاً عن حقه .
الأمر لم يتوقف عند مشكلة محمد الطحاوى ، فثمّة العشرات قدموا شكاوى مشابهه ، ومنهم من جاء من الصعيد وأخرون أتوا من محافظات الدلتا والمحافظات الساحلية ، لكن المشكلة التى أجمع عليها عدد كبير من الناس هى عدم معرفتهم بإجراءات الصرف ، وكيف يتوصلون إلى البنوك المسحوبة عليها حوالاتهم ، رغم اتاحتها على موقع البنك المركزى ، ووزارة القوى العاملة ، وأكد الكثير من المستحقين أن البنوك لم تقم بحملات التوعية المناسبة ، وهو الامر الذى تسبب فى المشكلة التى يواجهونها الآن .
|