أزاح موقع "ويكيليكس" الستار عن وثائق أمريكية تزعم أن حكومة الرئيس الفنزويلى "هوجو شافيز" باع نفطًا رخيصًا للصين بسعر ضئيل بلغ 5 دولارات للبرميل، الأمر الذى أثار استياء حكومته، كون الصين استفادت وقامت ببيع النفط بأسعار أعلى لدول أخرى.
وطبقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتيد بريس" فإن تلك الوثائق تفسر ارتفاع صادرات الصين النفطية وتراجع إنتاج خام النفط الفنزويلى.
وورد بالوثيقة الأمريكية أن حكومة "شافيز" كانت مستاءة للغاية من الشركات الصينية، بسبب التناقض الذى ساد إحصاءات إيرادات النفط الصينية التى أظهرت أن "الصين" تكسب هامش ربح كبير عبر استيراد النفط من "فنزويلا" بسعر ضئيل ثم تقوم ببيعه لأسواق أخرى بسعر أعلى.
وفى تلك الأثناء وافقت الصين على إستثمار مليارات الدولارات فى مشروعات مشتركة لضخ خام النفط فى فنزويلا.
ولم تفلح وكالة الأنباء الأمريكية فى الوصول إلى تعليق من السفارة الصينية فى "كراكاس" أمس "الثلاثاء"، كما لم تكن هناك ردود فعل فورية من جانب شركة "سينوبك" –أكبر شركة تكرير نفطى فى الصين-، وهو نفس الحال بالنسبة لـ "شركة البترول الوطنية الصينية"، ولوزارة "اللجنة الخارجية والتنمية الوطنية والإصلاح"، التى تعد أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادى فى البلاد.
ويعتمد "شافيز" على مبيعات النفط لـ "الولايات المتحدة" -أكبر دولة مستوردة للنفط الفنزويلي- للمساعدة فى تمويل برامجه المستوحاة من الاشتراكية، ولكنه كان فى الوقت ذاته يقوم ببناء علاقة مبيعات نفطية مع الصين، إلى أن أعلن فى أكتوبر عن ارتفاع شحنات النفط الى الصين لتصل إلى نحو 500 ألف برميل يوميًا، على الرغم من ارتفاع تكاليف النقل للوصول إلى آسيا.
من جهته أعرب "خورخى بينون" خبير الطاقة وزميل جامعة فلوريدا الدولية فى "ميامي" عن شكه فى قيام الصين بإعادة بيع الخام الثقيل الفنزويلى لأى دولة أخرى، نظرًا لأن هذا الخام بحاجة إلى معدات تكرير متخصصة لمعالجته، لافتًا إلى أنه إذا كان هناك عملية إعادة بيع بواسطة "الصين" فإنها ستكون لبيع زيت الوقود لدول مناطق افريقيا وآسيا أو دول الكاريبى لمزجها ثم إعادة تصديرها.
يُذكر أن فنزويلا تقول أنها تنتج ما يقارب من 3 ملايين برميل نفط يوميًا، بينما ترى بيانات وزارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الطاقة الانتاجية لها وصلت إلى 2.2 مليون برميل فى اليوم خلال 2009، بانخفاض قدره 190 ألف برميل عن عام 2008.
|