عقد المؤتمر السنوي الإقليمي لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي الأسبوع الماضي "ببيروت" بمشاركة نخبة من أكبر أساتذة الكبد والجهاز الهضمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبعض الدول الأوروبية، حيث ناقش المشاركون التحديات والأخطاء التي تواجه علاج فيروس "سي" وبوجه خاص في مصر، والذي لايزال بلا شك القضية الصحية التي تتصدر أولويات مصر القومية، خاصة في ظل إصابة حوالي 12% من المصريين أي 12 مليون مريض بالفيروس.
وأكد الدكتور أحمد مؤنس، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس، خلال اللقاء الصحفي الذي انعقد على هامش المؤتمر، أن النوع الجيني الرابع من فيروس "سي" هو الأكثر انتشارًا في مصر، كما يعد السبب الرئيسي وراء ظهور 20% من إجمالي إصابات الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي) المزمن في العالم والبالغ عددها 170 مليون حالة، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة الشفاء التام منه تصل إلى 65% باستخدام الأدوية المعتمدة دوليًا.
وأضاف مؤنس أنه طبقًا للخطوط الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية، يعد العلاج الكلاسيكي المزدوج (عقار peginterferonألفا بالإضافة إلى عقار ريبافيرين)، العلاج الأمثل للنوع الجيني الرابع من فيروس "سي"، لذلك نناشد الوزارة الجديدة ووزير الصحة بتوفير الأدوية المعتمدة دوليًا فقط حتى لا يتفاقم المرض ونواجه كارثة حقيقية لا يمكن السيطرة عليها.
وقال الدكتور يسري طاهر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الإسكندرية، إن استمرار توفير الإنترفيرون المصري لمرضى فيروس "سي"، وبالأخص مرضى التأمين الصحي، يعد خطوة إلى الخلف وعودة لاستخدام العقارات الضعيفة التي لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة ولا ترقي للمستوى المطلوب بأي شكل من الأشكال، فنحن كأساتذة كبد نراه مطابقًا إلى الإنترفيرون القديم، والذي كان فعالاً بنسبة نحو 15% فقط في علاج فيروس"سي" وذلك لعدم ثبات المركب في حالته السائلة.
كما ناشد طاهر أساتذة الكبد بمصربعدم توصية المريض بـتأجيل العلاج،بهدف انتظار عقاقير غير معروفة ومازالت قيد التجارب، مثل مثبطات إنزيم " البروتيز" والتي مازالت قيد التجربة ولم يتم بعد التأكد من فعاليتها في علاج المريض المصري (النوع الجيني الرابع) . وأضاف طاهر، أن تلك العقاقير لها آثار جانبية شديدة ومنها أنيميا حادة، حساسية، طفح جلدي وأعراض جانبية أخري قد تهدد حياة المريض في بعض الأحيان، ولن تستخدم تلك العقاقير إلا بالإضافة إلى العلاج الثنائي الإنترفيرون والريبافيرين لرفع نسبة الشفاء ومنهم عقارا (تيلابريفير) (وبوسيبريفير).
وشدد الدكتور يحيي الشاذلي، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس وعضو الجنة القومية للفيروسات الكبدية، على ضرورة وضع خطوط استرشادية لتشخيص فيروس "سي" والوقاية منه وعلاجه، وأشار إلى أن اللجنة القومية تقوم الآن بتقييم ما تم عمله في الفترة السابقة، بالإضافة إلى وضع خطوط استرشادية جديدة، كما تحاول اللجنة زيادة ميزانية العلاج لاستيعاب أكبر عدد من المرضى خاصة في ظل التزايد المرعب في نسب الإصابة والتي تصل إلى 165 ألف حالة جديدة سنويا.
وقال الشاذلي" إن علاج فيروس "سي" لم يأخذ حقه من دعم المجتمع المدني ولايزال التمويل يشكل تحديًا أساسيًا، فلا يمكن أن نعتمد على ميزانية وزارة الصحة في علاج ما يقرب من 12 مليون مصاب، لذلك نطالب بضرورة تضافر الجهود الحكومية والمدنية تحت مظلة مبادرة قومية موحدة تهدف إلى زيادة الموارد المتاحة للعلاج والوقاية من أجل القضاء علي المرض في مصر.
|