كشف تقرير صادر عن شبكة الأمن والعلاقات الدولية التابعة للمعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيورخ أمس، أن معدل استهلاك النفط الحالي سيؤدي إلى نضوبه بعد 47 عاماً.
واستشهد التقرير في ذلك ببيانات منظمة «أوبك» حول مخزون الذهب الأسود الذي لا يتجاوز 1500 مليار برميل، أكثر من نصفها في الشرق الأوسط وفنزويلا، والنسبة الباقية موزعة على أكثر من منطقة جغرافية. وأوضحالتقرير أن احتياطات الغاز الطبيعي تقف عند حدود 190 تريليون متر مكعب معظمها أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، لتبقى مزوداً رئيساً ومهماً له مع احتفاظ روسيا بربع هذا الاحتياطي الطبيعي على مستوى العالم، ليصبح الغاز الطبيعي ذا أهمية جغرافية سياسية كبرى.
وذكر أن أهمية الشرق الأوسط لا تتمثل فقط في احتوائه على مخزوني النفط والغاز الطبيعي فقط، بل أيضاً لأن مسارات نقل النفط تمر بشكل أساسي عبر دول المنطقة. وأشار التقرير إلى مرور 17 مليون برميل يومياً عبر مضيق هرمز، تليه في الأهمية كل من قناة السويس ومضيق باب المندب بنقل 3.8 مليون، و3.4 مليون برميل عبر كل منهما على التوالي.
ولفت التقرير إلى أن كلاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة تدرك حجم المخاطر تلك للحساسية الجغرافية والسياسية لمنابع الطاقة، ولذا فهي تواصل سعيها لتنويع مصادر الطاقة كوسيلة للحد من اعتمادها على هذه المناطق. وبين أن استكشاف وتطوير موارد الطاقة غير التقليدية سيكون لهما تأثير عميق في التحول في أسواق الطاقة، ولاسيما أن تلك المصادر غير التقليدية للطاقة ستكون أقرب إلى أسواق أكبر المستهلكين. في الوقت ذاته، رأى التقرير أن طريق الوصول إلى طاقة بديلة لايزال محفوفاً بالكثير من التحديات، منها على سبيل المثال الحاجة إلى المياه والطاقة أيضاً لإنتاج المزيد من الطاقة من موارد غير تقليدية. وشدد التقرير على ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى التحذيرات التي أطلقها خبراء البيئة من المخاطر المتوقعة نتيجة الإفراط في هذا المنحى بشكل محسوب. كما رصد التداعيات السياسية التي أدت إلى قفزات في أسعار النفط منذ مطلع القرن العشرين، وأهمها الحرب العربية الإسرائيلية في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، ثم الثورة الإيرانية في العام 1979، فالغزو العراقي للكويت في العام 1990، وصولاً إلى الاضطرابات السياسية في بعض دول العالم العربي اليوم.
وأوضح أن بعض منتجي الطاقة في العالم يحاولون استثمار احتياطاتها في النفوذ السياسي الفعلي، دون أن يحدد مآلات تلك الاستراتيجيات وتداعياتها إقليمياً ودولياً.
|