حققت أسواق الأسهم العالمية والسلع في 2010 مكاسب قوية رغم ما شهدته الدول المتقدمة من أزمات، مثل دول أوروبا المثقلة بالديون، وأثبتت البورصات الناشئة انها تستطيع تسجيل صعودا ملحوظا مقارنة بأسواق الدول الغربية، بينما خرجت سوق العملة من ركب الرابحين في العام الماضي مع تحقيق اليورو لخسائر قوية.
وأنهت أسواق المال العالمية فى 2010 عند أعلى مستوياتها أمس الجمعة منذ 28 شهر ولامست أسعار النفط ذروتها في 26 شهر، حيث إن توقعات تحقيق الاقتصاد العالمي لمزيد من التعافي ساعد على ارتفاع شهية المستثمرين مع الاقبال على العام الجديد.
ورغم أن البيانات الأخيرة تشير إلى قوة الزخم في الولايات المتحدة التي تعد أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها فشلت في دعم الدولار، والذي تم تداوله الجمعة الماضية عند أدنى مستوى له في حوالي ستة أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية.
وقد دفع ضعف الدولار بالمزيد من الارتفاع في أسعار السلع، حيث أنهى الذهب العام الماضي على صعود بحوالي 30% ليحقق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2007 ومسجلا مكاسب للسنة العاشرة، وقفزت أسعار الفضة بنحو 80% في عام 2010.
وبلغت أسعار خام النفط الأمريكي 92 دولارًا للبرميل أمس الجمعة قبل أن يستقر على ارتفاع بنحو 1.54 دولار عند 91.38 دولار للبرميل. وأنهى النفط العام الحالي مرتفعا بنسبة 15% إثر التوقعات بأن التعافي الاقتصادي سيدفع الطلب في العام الحالي ويصل بالأسعار لأعلى من 100 دولار.
وقال "كيث وايد"، الخبير الاقتصادي ببنك شرودرز، إنه في العديد من النواحي انتهي العام الماضي كعام 2009 مع صعود الأسواق إثر تنامي الآمال حول التعافي الاقتصادي، وجاء ذلك متوافقا مع التوقعات حول رؤية الاقتصاد العالمي.
وارتفع مؤشر "إم إس سي أي" للأسهم العالمية بنسبة 0.2% أمس الجمعة ليصل الى أقوى مستوياته منذ عام 2008 لينهي عام 2010 على صعود بنحو 10%.
واستطاعت بورصات وول ستريت تحقيق مكاسب قوية في العام الماضي، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بوورز500 بنسبة 12.8% كما قفز مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 11% وصعد مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 16.9%, وفقا لوكالة "رويترز".
وقال "تيري موريس" أحد الخبراء في الأسهم إن عام 2010 كان جيدًا بالنسبة للأسهم، حيث سجلت الأسواق ارتفاعا جيدا خلال العام.
وقد أنهت أسواق المال الآسيوية العام الماضي على صعود بنسبة 15% وتعتبر من المستفيدين الرئيسيين لانخفاض أسعار الفائدة بشكلاً قياسيًا في العديد من الدول المتقدمة.
وفي أوروبا، سجلت الأسهم الأوروبية مكاسب بنسبة 7.3% في 2010، بينما استطاعت الأسهم في الأسواق الناشئة الارتفاع بشكل أكبر حيث قفزت بنحو 16% في العام السابق.
ويرى المحللون أن المستثمرين لا يزالون خائفين من وضع الديون في الاتحاد الأوروبي بعد أن دفعت إيطاليا عائد أعلى لبيع السندات الجديدة الخميس الماضي.
وبالنسبة للعملة الأوروبية "اليورو" فقد سجلت خسائر بنحو 7% أمام الدولار في العام الماضي، حيث إن ثقة الأسواق في اليورو تهاوت بسبب عمليات الانقاذ العاجلة لكل من اليونان وأيرلندا، ويسعى المستثمرون في الوقت الراهن وراء الملاذ النسبي الآمن للفرنك السويسري، والذي يتأرجح نحو مستوى قياسي أمام اليورو، ويرى الخبراء أن اليورو سيظل تحت ضغوط في أوائل عام 2011.
أما بالنسبة للدولار فقد استطاع تحقيق بعض المكاسب في العام الحالي حيث ارتفع بنسبة 1.5% أمام سلة من العملات.
وقال "بوريس شلوسبيرج" مدير البحوث بشركة "جي إف تي فوركس" إنه لا يزال هناك حالة من عدم اليقين الكبير في العام الجديد الحالي، ولكن بيانات الاقتصاد الأمريكي بدأت في التحول للأفضل، مشيرا الى أن الدولار سيحقق مكاسب، خاصة أمام الين الياباني.
|