أمريكا اللاتينية تهتم بالزراعة لكسر حدة إنعدام المساواة ومكافحة الفقر

 


يتوقع أن يساعد تطوير الزراعة من خلال اعتماد الابتكارات التكنولوجية، إقليم أمريكا اللاتينية على تخطي موقعها كأكثر مناطق العالم معاناة من إنعدام المساواة الإجتماعية، مما سيفيد بدوره نصف الكرة الأرضية الجنوبي الذي يعد واحدا من أكبر مناطق احتياطي الغذاء على الأرض.



من جهتهت قال إميليو روس، الأمين التنفيذي للبرنامج التعاوني لتنمية التكنولوجيا الزراعية في المخروط الجنوبي لوكالة "IPS": إن المستقبل مشجع للغاية في بلدان أمريكا الجنوبية، وذلك لأن الزراعة ستكون لأول مرة النشاط الأعلى أولوية نتيجة للطلب المتزايد على الغذاء.



وشرح أن الإقليم يقع موضع اهتمام ومتابعة كبيرين بإعتباره منطقة مناسبة لإحتياطي الطعام، مشيرًا إلى أن عدد سكان العالم قد زاد بأكثر من مليار شخص على مدى العقد الماضي.. ومع النمو الديموغرافي ارتفع الطلب على الغذاء أيضا، وترتب على ذلك تزايد الحاجة لتوليد الطاقة.



وبالنسبة لروس، "لا يزال هناك دورا يجب أن تعلبه القطاعات السياسية من أجل تحقيق التطورات اللازمة وتوفير الظروف لتحسين نوعية حياة أولئك الذين يعملون في الريف ويعيشون فيه".



وأضاف أن الإستثمارات الكبيرة في القطاعات الزراعية في الأرجنتين والبرازيل وشيلي وأوروجواي هي بالفعل أداة للحد من الفقر.



أما في أوروبا، فقد تم شغل جميع المجالات الزراعية، كذل فقد أصبحت الأراضي الزراعية أيضا في البلدان الآسيوية مشبعة عمليا فضلا عن كونها تتعرض باستمرار للكوارث الطبيعية، وفقا للخبير.



وشرح أن هذا يترك جزءًا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بإمكانياته الكبيرة، وكذلك المخروط الجنوبي لأمريكا الجنوبية، وهو الذي يحتضن مناطق يمكن أن توسيع النشاط الزراعي فيها أو الشروع في عملية تكثيف الاستخدام المستدام للأراضي، "وبعبارة أخرى، هناك مجال لتحسين الإنتاجية".



وأضاف أن الدول المؤسسة للسوق المشتركة للجنوب -الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروجواي- توفر مناطق ذات قدرة عالية على إنتاج الأغذية.



في هذا الشأن، أكد الباحث البرازيلي سيرجيو ساليس، من قسم السياسة العلمية والتكنولوجية في جامعة ولاية كامبيناس، أن إمكانيات النمو كبيرة في القطاع الزراعي بالمخروط الجنوبي ويمكن أن تزيد في العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة.



وتابع "ساليس": "في بعض دول البرنامج التعاوني لتنمية التكنولوجيا الزراعية في المخروط الجنوبي، كبوليفيا وشيلي، تمثل الزراعة نشاطا اقتصاديا رئيسيا نظرا لإمكانية التصدير للأسواق الأوروبية والآسيوية".



وأضاف أنه يمكن تحقيق الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي الأكثر استدامة من خلال إدماج الابتكارات التكنولوجية في المناطق الريفية، وأن المنطقة قد بدأت بالفعل في جذب هذا النوع من الاستثمار.



وعن هذا أشار روس إلى أن الابتكارات التكنولوجية تحدث عندما تتحسن الظروف الاقتصادية وظروف السوق، "ومن الواضح أن هناك عملية جارية للإبتكار في مجال الزراعة".



هذا وتعيش المناطق الريفية فترة تحول في البحث عن زراعة أكثر دقة وذكاء، وقادرة على استخدام الآلات الحديثة، والحفاظ على المنظومة التخزينية والنظم اللوجستية، وتطبيق المدخلات وفقا لخصائص الأراضي المعينة، والاستخدام الأكثر كفاءة للموارد البيئية.



وأضاف روس أنه من أجل تحقيق ذلك يجب ضمان التواصل بين التكنولوجيا واستخدام الأراضي، والاتصالات، والآلات والتكنولوجيا الحيوية.



بدره أعرب "ساليس" عن تفاؤله وتوقعه "انخفاضًا حادًا في الفقر بفضل زيادة الإنتاج على نطاق واسع، جنبًا إلى جنب مع النمو الديناميكي الذي سوف يشهده النشاط الزراعي الأكثر تطوراً والذي يركز على الأسواق المتخصصة".



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي