أظهر أحدث مؤشر للتسلح والعسكرة العالمية "Global Militarisation Index" والصادر عن مركز بون الدولي للتحويل عن أن تركيز الكثير من دول الشرق الأوسط على التسليج جعل من المنطقة برميلًا للبارود.
وورد بتقرير عن المركز إن إسرائيل تصدرت قائمة دول العالم الأكثر عسكرة، في حين تبين أن عُمان (المركز 11)، الإمارات العربية المتحدة (المركز 13)، لبنان (المركز 17)، العراق (المركز 26)، مصر (المركز 28)، أكثر عسكرة من إيران، التي شغلت المركز 34 والتي هي خاضعة حاليًا للعقوبات الإقتصادية التي يفرضها عليها الغرب، وهو الذي يتهمها بتشغيل برنامج نووي قد تكون له استخدامات عسكرية.
بل وأكد التقرير على أن كل دول الشرق الأدنى الأخرى، بإستثناء اليمن (المرتبة37) وقطر (المرتبة43)، مسلحة أكثر من الجمهورية الإسلامية، وفقا لهذا لمؤشر الذي تموله الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية
وعالميًا، أتت سنغافورة في المرتبة الثانية بعد إسرائيل، تليها سوريا وروسيا والأردن وقبرص.
لكن إسرائيل تصدرت القائمة لما يقرب من جميع السنوات الـ 20 الماضية، وبالنسبة لأحدث مؤشر، جاء رصيد إسرائيل 877 نقطة متقدما على سنغافورة، وهي التي كانت رقم اثنين في كل سنة من هذا القرن.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "IPS"، فإن المؤشر، يم حسابه على أساس عدد من المتغيرات المرجحة، مثل المقارنة بين الميزانية العسكرية للدولة وناتجها المحلي الإجمالي، ونسبة الناتج المحلي الإجمالي التي تنفقها على الرعاية الصحية، كما أن البيانات الصادرة عن معهد إستوكهولم لأبحاث السلام، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومعهد الدراسات الاستراتيجية، تستخدم جميعها في تجميع المؤشر الذي تعود تصنيفاته إلى عام 1990 ونهاية الحرب الباردة.
وتقع 6 من أكبر 10 دول، بما في ذلك إسرائيل (1)، وسوريا (4) والأردن (5)، والكويت (7) والبحرين (9)، والمملكة العربية السعودية (10) في منطقة الشرق الأوسط، في حين دخلت إحدى الدول المجاورة لإيران -أذربيجان- لأول مرة في النخبة عسكرية بشغلها المرتبة الثامنة.
فقد استغلت الدولة القوقازية السوفياتية السابقة ثروتها النفطية الهائلة، التي وضعاها من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، لشراء أنظمة أسلحة باهظة الثمن في السنوات الأخيرة، كأداة فيما يبدو للضغط على أرمينيا ( المرتبة23) لإستعادة منطقة ناجورنو-خرابوفسك المتنازع عليها والتي فقدتها باكو في حرب قصيرة لكن دامية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وبالإضافة إلى سنغافورة، فتزيد الصين (المرتبة82) والهند (المرتبة71) ميزانياتها الدفاعية بمعدل سريع نسبياً، في حين يقدر أن إشعال الصراعات الإقليمية بين بكين وجيرانها عبر بحر جنوب شرق الصين سوف يرفع الأصوات الداعية للدفاع عن النفس في تلك الدول.
وفي المقابل، تشغل كل من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية مراكز منخفضة نسبياً على قائمة المؤشر الذي يغطي إحصاءات لعام 2011.
وكانت أنغولا (المركز 30) استثناء ملحوظا في القارة الأفريقية، في حين تصدرت شيلي (المركز 31)، والإكوادور (36)، وكولومبيا (38) قائمة دول أمريكا اللاتينية.
وعلى النقيض من ذلك، جاءت البرازيل، ذات أكبر ميزانية دفاع في المنطقة، المرتبة رقم 76.
ومن الجدير بالذكر أن اليونان جاءت في المرتبة 14 على القائمة، أعلى من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، ومتقدمة بفارق كبير عن منافستها الإقليمية، تركيا، التي جاء ترتيبها في مركز 24، وبلغاريا 25.
أما البلدان اللذان تنفقان أكبر ميزانيات الدفاع في العالم -الولايات المتحدة والصين- فقد جاءا في المرتبة 29 و 82، على التوالي.
|