أكد وزير المالية اللبنانى الأسبق "جورج قرم" أن هجرة الشباب تمثل أكبر التحديات التى تواجه التنمية فى البلدان العربية، لاسيما أن تلك الهجرة تسبب خسارة سنوية للعالم العربى تقدر بحوالى 1.57 مليار دولار.
وقال قرم خلال المنتدى الإقليمى بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعيةبعنوان: "هل هناك حاجة إلى رؤية تنموية بديلة فى المنطقة العربية" والذى نظمته "شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية": إن العالم العربى غير قادر على الاستفادة بشكل صحيح من موارده البشرية الماهرة، الامر الذى أدى إلى ارتفاع معدل البطالة، خاصة بين الشباب وبالتالى شهدت الدول العربية ارتفاعًا فى معدل هجرة الشباب خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف أن تزايد أعداد خريجى الجامعات فى العالم العربى والباحثين عن عمل خارج بلدانهم يرجع إلى الحالة الاقتصادية السيئة وغياب الابتكار والإنتاجية فى تلك الدول.
واشار قرم إلى أن عدد الأطباء والمهندسين المعماريين المهاجرين من كل من لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر وتونس والمغرب والجزائر يصل إلى 100 ألف مهاجر سنويًا، ونسبة كبيرة منهم لا تعود إلى وطنها، مضيفا أن بعض الدراسات تقدر خسائر نزيف العقول لحوالى 450 عالمًا عربيًا للخارج بنحو 200 مليار دولار.
وطبقًا لتقرير البنك الدولى الاقتصادى عن العالم العربي، فإن الدول العربية بحاجة لتوفير 100 مليون فرصة عمل خلال السنوات 15-20 المقبلة، لتلبية احتياجات الشباب الذين يدخلون سوق العمل.
وعلى سبيل المثال، تحتاج الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان فى المنطقة مثل "مصر" –البالغ عدد سكانها 85 مليون نسمة- إلى توفير ما لا يقل عن مليون فرصة عمل جديدة لمواطنيها، خصوصًا وأن عدد الشباب فى سن العمل يتجاوز 700 ألف شاب سنويًا.
وعلاوة على ذلك، تؤثر البطالة على أكثر من 20 مليون شخص فى العالم العربي، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر، مع إشارة بعض التقديرات إلى أن معدل الفقر تصل نسبته إلى 50% من مجموع السكان فى العالم العربي، لا سيما مع ارتفاع نسبة الأمية بين الفتيات مسجلة 60 مليون حالة، وعدم تجاوز دخل الفرد فى المناطق الريفية مستوى الـ 300 دولار سنويًا، بالإضافة إلى تركز الثروة فى مجموعة صغيرة من رجال الأعمال.
ويهاجر نحو 70 ألف خريج جامعى عربى سنويًا للبحث عن فرصة عمل بالخارج، ونحو 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون فى الخارج لا يعودون إلى بلادهم مرة أخرى.
|