لاقت صفقات استحواذ بنوك خليجية على مصارف أوروبية تعمل بالسوق المحلية ترحيباً فى الأوسط المصرفية والاقتصادية ، وأكد الخبراء أن مصارف الخليج تمتلك السيولة والخبرة اللازمة لتدعيم القطاع المصرفى المصرى ، من خلال تنشيط دور المصارف التى تم الاستحواذ عليها فى ضخ التمويلات الكبيرة وتقديم منتجات مصرفية جديدة،إضافة إلى تعزيز العمل المصرفى الاسلامى بالسوق.
ووافق مصرف "بى ان بى باريبا" الفرنسى نهاية الاسبوع الماضى على بيع وحدته بمصر بقيمة 500 مليون دولار لبنك "الامارات دبى الوطنى"، كذلك تم الاتفاق على بيع "الأهلى سوسيتيه جنرال" مصر لبنك "قطر الوطنى" منذ أيام ، يأتى ذلك فى الوقت الذى تسعى فيه مصارف خليجية أخرى مثل "برقان" الكويتى للاستحواذ على أحد البنوك المصرية فى الفترة المقبلة.
وأكد حسام ناصر،نائب رئيس بنك "التنمية الصناعية والعمال " السابق،أن فوز مصارف الخليج بصفقات الاستحواذ على وحدات لبنوك أوروبية تعمل فى مصر أمر ايجابى للغاية ، وفى الوقت نفسه هو أمر متوقع، مؤكداً أن دخول دماء جديدة فى القطاع المصرفى أمر يدعم من نشاطه ويقوى من الوحدات المصرفية المستحوذ عليها، نظراً لان مصارفها فى أوروبا تضررت بفعل أزمة الديون وأصبحت غير قادرة على مساندة وحداتها فى مصر، ومن ثم فإن استحواذ بنوك خليجية تملتك الملائة المالية الكبيرة سيكون أمراً مفيداً فى تطوير العمل بالبنوك التى تم الاستحواذ عليها.
وأشار ناصر إلى أن صفقات الاستحواذ هذه تبتعد كل البعد عن السياسة ، وليس كما يقال أن ثمّة حسابات سياسية فيها ، فالأمر برمته يتعلق بمن لديه السيولة ليدفع الثمن الأعلى للشراء ، قائلاً:"فى الوقت الحالى لا يوجد بنوك فى العالم تمتلك السيولة الكبيرة مثلما يوجد فى مجلس التعاون الخليجى وهذه المصارف ترغب فى التوسع عربياً فى الوقت الحالى بعد أن كانت تفضل الاستثمار فى أوروبا وأمريكا فى سنوات سابقة".