اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن حالة الانقسام التي يشهدها الصف السلفي في مصر حاليًا تثري ديناميكية الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقالت في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء إن هذا الانقسام يضفي مزيدا من التعقيد على المشهد السياسي المصري المعقد بالأساس.
ولفتت الصحيفة إلى إعلان عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفي عن تركه الحزب وتأسيس حزب آخر جديد أطلق عليه اسم "الوطن"، وتشكيل تحالف مع حازم صلاح أبو إسماعيل، قبل الانتخابات البرلمانية.
وأشارت إلى أن السلفيين لم يذهلوا المصريين فقط بل وأذهلوا أنفسهم مطلع سنة 2012 عندما حصل حزبهم الوليد "النور" على ربع مقاعد البرلمان، الذي تم حله فيما بعد بحكم قضائي وقرار من المجلس العسكري الحاكم آنذاك.
ورجحت الصحيفة وقوف اختلافات أيديولوجية ونزاعات شخصية وراء هذا الانقسام، مشيرة إلى اتهام حزب النور لجماعة الإخوان المسلمين اتهاما صريحا بالوقوف وراء ذلك، ورأت أن من شأن هذا الانقسام في المعسكر السلفي، جنبا إلى جنب مع انشقاق عدد من ألمع نجوم حزب النور وتوجههم صوب الحزب الجديد "الوطن"، أن يؤدي إلى الحد من نفوذ السلفيين وانحسار مدهم أمام الليبراليين والعلمانيين للمنافسة على عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.
وقالت الصحيفة في ختام تعليقها إنه بالنظر إلى المشهد السياسي الحالي، حيث الإسلاميين على جانب، وائتلاف العلمانيين والليبراليين على الجانب الآخر، يبدو جليا تماسك الجبهة الليبرالية مقابل تشتت الإسلاميين، مرجحة احتمال حصول الليبراليين على عدد أكبر من مقاعد البرلمان حال استمرار هذا المشهد بتلك المعطيات.
|