سنغافورة لم يكن بها مياه للشرب وأصبحت من أهم الاقتصادات .. ومصر لديها كل شىء وينقصها الإدارة

بنك "مصر" يمتلك فائض دولارى يساعد به البنوك التى تعانى أزمات من خلال الانتربنك

ظن بعض المتابعين للشأن الاقتصادى أن الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى، تعمد إحراج الرئيس مرسى، حيث أصدر بياناً أكد فيه أن وضع الاحتياطيات وصل للمرحلة الحرجة فى نفس اليوم الذى ألقى فيه مرسى كلمة لفت فيها إلى أن مؤشرات الاقتصاد تحسنت، إلا أن محمد بركات، رئيس بنك مصر، يكشف عن كواليس صياغة بيان البنك "المركزى" حيث أشار إلى أنه كان فى هذا اليوم بالبنك "المركزى" وقد تم كتابة وإصدار البيان فى الوقت الذى كان الرئيس يلقى الكلمة ومن ثم فلم يقصد من البيان إحداث أى بلبلة.

ولفت بركات إلى أن ما ذكره بيان البنك "المركزى" لا يتعارض مع ما قاله الرئيس، موضحاً أن البيان شمل إيضاحاً لوضع احتياطيات النقد الأجنبى خلال عامين وتراجعها من نحو 36 مليار دولار إلى 15 مليار دولار فى الوقت الحالى، إلا أن الرئيس حينما تحدث عن الوضع الاقتصادى فى البلاد أشار الى بيانات تخص الفترة الأخيرة (الربع الأول من العام المالى الجارى ) وقد شهد الاقتصاد فى هذه الفترة تحسناً نسبياً حيث ارتفعت الايرادات السياحية نسبياً وارتفعت الايداعات فى البنوك، وكذا السيولة المحلية .

وأشار رئيس بنك مصر إلى أن وضع القطاع المصرفى المصرى فى الوقت الحالى قوى، فلا تعانى البنوك أيّة مشكلات، قائلا :"خطط الاصلاح التى قام بها البنك "المركزى" فى الفترة الماضية وقد شاركت فيها من خلال عضويتى بمجلس إدارة البنك ضمنت استقرار الأوضاع وتحسين أوضاع المصارف التى كانت تعانى مشكلات مزمنة كالمديونيات المتعثرة، وغيرها من المشكلات التنظيمية والمالية".

وأضاف محمد بركات أن صدور قرار من الرئاسة بتعديل قانون البنوك وقصر الدخول بأموال أو الخروج من الدولة بقيمة 10 الاف دولار أمر يأتى فى صالح الاقتصاد والدولة، لأنه قرار يواجه عمليات غسيل الأموال وتمويل الارهاب، ولفت إلى أن أى سائح يريد القدوم إلى مصر يمكنه حمل ما يكفيه من أموال نقدية، ولن يجد مشكلة فى تحويل ما يريد من أموال عبر المصارف.

وفيما يتعلق بمزادات الدولار التى يطرحها البنك "المركزى" أشار بركات إلى أنه تم تطبيقها من حل مشكلة العملة النقدية فى بعض البنوك، حيث أنه من خلال المزادات التى يطرحها البنك "المركزى" تتوفر العملة الدولارية للبنوك التى فى حاجة إليها فى الوقت نفسه فلن تتقدم البنوك التى لديها فائض، مشيراً إلى أن بنك "مصر" لديه فائض فى العملة الدولارية ومن ثم فهو يقرض بنوك فى السوق من خلال الانتربنك الدولارى، وذلك من أجل المساهمة فى حل المشكلة.

وأكد رئيس بنك "مصر" أن القرض الذى تسعى الحكومة للحصول عليه من "صندوق النقد الدولى" هام بالنسبة للاقتصاد فى هذه الفترة، كذا فإنه من الأهمية استكمال الحصول على الحزمة التمويلية الدولية من مؤسسات التمويل الدولية وكذا الدول التى عرضت منح مصر بعض القروض، مستدركاً أن الاقتراض لا يعتبر حلاً نهائياً للأزمة التى تمر بها مصر، لكنه حل مؤقت، مؤكداً على ضرورة تطوير قطاعات الانتاج المختلفة ووضع خطط عاجلة لزيادة ايرادات السياحة وقناة السويس والمشروعات الصناعية، وتقديم تسهيلات للمستثمرين وذلك لزيادة الانتاج ودعم ايرادات الدولة وهذا هو الحل.

واضاف بركات أن مصر لديها كل شىء، حيث تمتلك بحار ونهر وأراضى شاسعة المساحات وثروة معدنية، وأراضى زراعية، وصناعات متنوعة، وقناة السويس، وثروة أثرية لا تقدر بثمن، إلا أنه ينقصنا حسن الإدارة حتى نصبح دولة فى مصاف الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن سنغافورة لم يكن بها مياه شرب وأصبحت فى الوقت الحالى أحد أهم الاقتصادات الصاعدة.