تتنامى المخاوف فى العالم من ارتفاع معدلات التضخم بسبب صعود أسعار النفط والغذاء والمواد الخام, الامر الذى دفع رئيس البنك المركزى الاوروبى للاشارة الى أنه قد يدفع أسعار الفائدة فى المستقبل حتى فى حالة ضعف اقتصادات بعض الدول بسبب الازمة.
وحذّر جون كلود تريشيه خلال حوار أجرته معه صحيفة "وول ستريت" الأمريكية قبل الاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى حول ضرورة مراقبة الضغوط التضخمية فى منطقة اليورو عن قرب وحث البنوك المركزية فى العالم على ضمان عدم الارتفاع الكبير فى أسعار الغذاء والطاقة عالميًا.
وجاءت تحذيرات تريشيه فى الوقت الذى تتصاعد فيه المخاوف بين المستثمرين فى العالم حول التضخم كما أن الأسواق الناشئة سريعة النمو مثل الصين والبرازيل تشهد صعودًا فى التضخم كما أن الطلب من جانب هذه الدول على السلع يدفع الأسعار للارتفاع.
وأوضح "تريشيه" أن جميع البنوك المركزية فى فترات مثل التى بها تهديدات تضخمية من السلع ينبغى أن تكون حذرة من عدم حدوث جولة ثانية من التأثرات السلبية على الاسعار المحلية.
وأوضح تريشيه أن انضباط الموازنة سيساعد النمو فى أوروبا أكثر من تجديد المحفزات وطالب دول اليورو الـ17 لتقوية سياساتهم المالية، مشيرًا إلى أن انضباط الموازنة سيفيد النمو الاقتصادى ويدفع بخلق فرص عمل عن طريق تحسن ثقة العائلات والشركات والمستثمرين والمدخرين.
ويرى المحللون أن ملاحظات تريشيه جاءت فى الوقت الذى يجب أن يقوم فيه البنك المركزى الاوروبى بمعالجة أزمة الديون فى جنوب اوروبا وايرلندا مع التعافى القوى فى كبرى الدول الاعضاء مثل المانيا.
يذكر أن معدلات التضخم قفزت فى الشهر الماضى الى 2.2% فى منطقة اليورو من 1.9% لتحقق أول ارتفاع فى أكثر من عامين وقد تجاوزت المعدل المستهدف من جانب المركزى الاوروبى عند أو أدنى من 2%. وقال بعض الخبراء أنها قد ترتفع لاعلى من 2.5% خلال الشهرين المقبلين.
وتدفع سياسات التقشف فى اليونان وايرلندا والدول الاخرى فى منطقة اليورو بارتفاع معدلات البطالة وتزيد الاوجاع الاقتصادية على الدول التى تعانى من تأثيرات فقاعة الائتمان.
ويساور القلق العديد من خبراء الاقتصاد من أن ارتفاع اسعار الفائدة قد تسبب اضرارا الى مثل هذه الدول التى تشكل فيها الفائدة عبئا على ديون القطاع الخاص المرتفعة.
|