رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تراجع شعبية جماعة "الإخوان المسلمين" الحاكمة في مصر على نحو رأت أنه قد يؤثر على نتائجهم في الانتخابات البرلمانية المزمعة في وقت لاحق من العام الجاري.
ولفتت - في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني الخميس - إلى التراجع الدراماتيكي الذي منيت به الجماعة في انتخابات طلاب الجامعات وعدد من الاتحادات المهنية، لاسيما إذا قورن هذا التراجع بالاكتساح الذي حققته الجماعة نفسها في الانتخابات ذاتها قبل عام واحد.
وعلى مستوى انتخابات النقابات، رصدت الصحيفة نقابتي الصيادلة والصحفيين: حيث فاز فيهما إما مرشحون مستقلون أو مرشحون من قبل جبهات معارضة صراحة للجماعة الإسلامية المستحوذة على الرئاسة والسلطة التشريعية.
ولم يكن السلفيون بأفضل حالا من الإخوان، تقول الصحيفة، إن لم يكن العكس صحيحا في انتخابات العديد من الجامعات.
ورصدت "فاينانشيال تايمز" في السياق نفسه، تراجع شعبية الرئيس المصري محمد مرسي، الذي كان قبل انتخابه رئيسا للجمهورية العام الماضي، قياديا بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة تراجع شعبيته من نسبة 80% في شهر سبتمبر الماضي إلى أقل من نسبة 50% الشهر الجاري بحسب المركز المصري لبحوث الرأي العام.
وكرد فعل من جانبهم، رصدت الصحيفة البريطانية تقليل الإخوان من أهمية الخسائر الانتخابية التي لحقت بهم، قائلين إنهم عمدوا إلى عدم المنافسة بجدية في عدد من تلك الانتخابات - على النحو الذي اتسموا به في العام الماضي - وذلك إظهارا لعدم رغبتهم في الهيمنة على الحياة السياسية في الدولة.
وعلى الجانب الآخر، رصدت الصحيفة قول منافسي الإخوان إن أخطاء الجماعة في العديد من المواقع التي هيمنت عليها العام الماضي، كلفتها الكثير من شعبيتها، لاسيما بعد أن رأى الناس بوضوح كيف أن الجماعة كثيرة الأقوال دونما أي إنجازات على الأرض، بحسب وليد المغازي، طالب الحقوق وعضو قيادة اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة المكونة من 16 مقعدا فشلت جماعة الإخوان في الحصول على مقعد واحد بها.
وبغض النظر عن أسباب خسائر الإخوان، رأت "فاينانشيال تايمز" أن النظام السياسي الذي تقترحه الجماعة من شأنه أن يكون بمثابة حافز جديد للعلمانيين والليبراليين وتجمعات اليسار المعارضة لكي تخوض بشراسة الانتخابات البرلمانية المقبلة، برغم إعلان معظم هذه التجمعات حتى الآن مقاطعتها بدعوى تشويه الإسلاميين للقواعد الانتخابية بما يحقق مصالحهم.
|