قال الدكتور رشاد بيومي، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن المشهد السياسي المصري تغير كثيرا بعد الثورة وأصبح لدينا لأول مرة في التاريخ "رئيس مدني منتخب انتخابا حرا ونزيها، وكذلك مؤسسات منتخبة ودستور جديد وارتفع سقف الحرية لأقصى درجة"، مشيراً إلى أن هناك قلة تدعي أنها في موقف المعارضة وتستخدم من العنف والأساليب غير الشرعية بما يتنافى مع كل الأعراف السياسية والشرعية، وتحاول استنساخ النظام السابق بكل عيوبه ونقائصه.
وأضاف نائب المرشد، في حوار له مع جريدة الشرق الأوسط، أن هناك بعض القوى التي ليس لها وجود حقيقي في الشارع السياسي، ترفض الحوار وتعلي سقف المطالب سعيا لإفشال عملية التحول الديمقراطي أو إطالة أمد المرحلة الانتقالية لزيادة الاضطرابات لإفشال المشروع الإسلامي، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن تعرف وأن يعلمها الجميع، وللأسف هذه المجموعات كثيرا ما تلجأ إلى الأساليب غير القانونية باستخدام البلطجة والتعامل مع وسائل الإعلام المغرضة لإذكاء الفتنة والفوضى.
وتطرق بيومي للحديث عن وسائل الإعلام قائلاً "بعض وسائل الإعلام تستخدم كأداة في يد بعض رجال الأعمال والسياسيين لتصفية خلافاتهم مع المشروع الإسلامي وأصحابه، يشوهون بها الصورة ويزيفون الحقائق ويلوون عنق النصوص ويختلقون الأكاذيب خدمة لأصحاب الفضل عليهم وللحفاظ على ما حققوه من كسب حرام في ظل النظام السابق".
وعن أداء الرئيس محمد مرسي كرئيس للجمهورية بعد مرور 9 أشهر من فترته، قال بيومي "الرئيس يتعامل الآن ليس كرئيس حزب أو أستاذ جامعي ولكنه يتعامل كأب ومسؤول عن جميع المصريين، والعبرة في التعامل في إعلاء قيمة القانون واحترامه وإعماله على الجميع، والقيام الأمثل بواجباته في كل المجالات وبكافة الوسائل".
وحول ما يتردد عن أن الإخوان المسلمين ليس لديهم خبرة بالحكم والإدارة، قال "على الرغم من أن الإخوان مكثوا في السجون لفترات طويلة ولكن بفضل الله لديهم قدرات، وطاقات كبيرة للإدارة والحكم، وخصومهم يعلمون ذلك جيدا لذا فهم لا يريدون إعطاءهم فرصة حقيقية للإدارة فتراهم يختلقون في سبيلهم العقبات ويصطنعون العراقيل لمحاولة إفشالهم ".، مضيفاً أن "الإدارة بالحب هي التي تربينا عليها، والتي نربي عليها إخواننا ونسعى لتعميم التجربة لتكون عامة بين كافة أبناء الوطن، فعندما يتعامل الجميع بالحب والمودة والألفة والتآخي فسيزداد الإنتاج وسيعم الخير بإذن الله".
وفي تعليقه على دعوات بعض القوى السياسية للقوات المسلحة للنزول إلى الشارع، وإدارة شئون البلاد مرة أخرى، قال "من يريد استدعاء القوات المسلحة للمشهد السياسي مرة أخرى فاشل شعبيا، والذي لا يستطيع أن يفرض وجوده في الشارع السياسي ويستسهل الطريق، ولكنه بذلك يكون قد خان الثورة والشعب لأنه يريد إنهاك الجيش في غير ما أنشئ من أجله".
وعن الوضع القانوني لجماعة الإخوان المسلمين ومصادر تمويلها "نحن وفقنا أوضاعنا بالفعل وفق الدستور الجديد وسنعدلها بعد صدور قانون الجمعيات الجديد، رغم قانونية موقفنا وسلامته، ولكننا أردنا قطع الطريق على المزايدين، ويبقى الدور على بقية المؤسسات التي لم توفق أوضاعها وكانت تزايد علينا لسنوات طوال لتوفق أوضاعها وتخضع لرقابة القانون والدستور"، أما عن تمويل الجماعة فقال " بفضل الله لم يكن لفرد أو هيئة أو دولة يد على الإخوان في يوم من الأيام، فرأس مالنا من جيوبنا وننفق من حر أموالنا، وقضية التمويل الخارجي هذه قضية ترددها بعض الألسنة المريضة ولم يثبت بها شيء في يوم من الأيام، وأعتقد أنه لو ثبت ذلك يوما ما كانت النظم الاستبدادية السابقة لتتركنا وكانت ستلاحقنا قضائيا".
وحول توقعاته لمصير جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي في الانتخابات البرلمانية، "أتوقع أن يفوز التيار الإسلامي بالأغلبية إن شاء الله، فالمزاج العام في المجتمع يميل للإسلاميين بحكم احتكاكهم المباشر بالشعب وإلمامه بهمومه وقضاياه الملحة".
وعن علاقة الجماعة بحماس و سر زيارات خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وقيادات الحركة لمكتب الإرشاد ، قال نائب المرشد "هذه الزيارات تم تحميلها أكثر مما تحتمل وهي زيارات ودية لتبادل الآراء".
|