أكد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى أن مصر الآن أشبه بمعمل كيميائي بعمل بدون معادلة واضحة. وقال، في ندوة بأبوظبي، إنه تلقى جميع أنواع التهديدات، وهناك ما يقرب من 12 بلاغًا يوميًا يتم تقديمها ضده، حسب قوله. وروى عيسى، خلال الندوة التي أقيمت مساء اليوم الخميس تحت عنوان "كيف نقرأ ونكتب بعد الربيع العربي"، وشهدت حضورا جماهيريًا كبيرًا، الكثير من ذكرياته عن أيام ثورة يناير، لافتًا إلى أنه كتب روايته "مولانا" التي رشحت لجائزة البوكر هذا العام، قبل بداية الثورة واستكملها بعد تنحي مبارك. وقال: "تلقيت مختلف أنواع التهديدات، فهناك ما يقرب من 12 بلاغًا يوميًا يقدم ضدي للنيابة العامة"، وتم التحقيق في 120 بلاغًا تنوعت ما بين ازدراء الأديان، وتهرب ضريبي وإهانة الرئيس، مصيفًا، لم يتبق سوى اتهامي بتهريب السلع التموينية، لكنه ما يرعب فعلًا، الطريقة التي تستقبل بها عائلتي تلك الاتهامات التي تصل إلى التهديد بالقتل والترويع، لكني أتعايش مع التهديدات بالاستمرار في العيش بشكل طبيعي". وأوضح أنه خلال وجوده بميدان التحرير ليلة 25 يناير كان من بين من دعوا لسقوط النظام، لكنه يتشكك الآن في سقوطه فعليًا، بحسب قوله. وأضاف، في الندوة التي أدارها الكاتب محمد المزروعي، رئيس اتحاد كتاب الإمارات فرع أبوظبي،أنه لم يفكر في تغيير فكرة الرواية أو مسارات شخصياتها خلال العام الذي تلى الثورة؛ لأنه انشغل بالعمل العام وتأسيس صحيفة التحرير، وأوضح أنه عاد لاستكمال أحداث الرواية التي وصلت للقائمة القصيرة للبوكر هذا العام، وحققت أعلى المبيعات في مصر والإمارت. وطلب عيسى من جمهوره ألا يطلب منه رأيًا بشأن تفاؤله أو تشاؤمه جراء ما يجري في مصر، وقال لا وقت لهذا السؤال، فقط علينا التفرغ لإطفاء الحرائق؛ لإنقاذ مصر، التي شبهها بالبيت الذي على وشك الاحتراق. وأوضح أنه لا يستطيع التنبؤ بمصير ما يجري في مصر، فالبلد الآن أشبه بمعمل كيميائي يعمل بمعادلة غير واضحة المعالم، وأوضح أنه لا تغيير من دون تحرك الشارع، ودور الناس في التغيير. ورفض عيسى وصف ما جرى في العالم العربي من تغييرات بأكبر عملية نصب في التاريخ، كما قال أحد الحضور، قائلاً: "علينا احترام غموض التاريخ، وتحديات الناس، كما أنه من الواجب احترام مسار تلك التحولات". وحيا مقدم برنامج "هنا القاهرة" القاضي خالد محجوب الذي طالب الرئيس مرسي بالمثول أمام المحكمة للإدلاء بشهادته بشان ما جرى في سجن وادي النطروان. وسخر مما يروى عن هروب المساجين من هذا السجن وقال، هي رواية تنتظر من يكتبها، ثم دعا الكاتب محمد المنسي قنديل الذي كان من بين الحضور لكتابة هذه الرواية. وغلب النقاش السياسي على أسئلة الحضور وغالبيتهم من المصريين، وغاب السؤال عن العمل الأدبي. وأوضح عيسى أنه اختار نموذج الداعية الديني بطلا لروايته؛ نظرًا لمعرفته بهذا العالم، كمعد ومقدم برامج تليفزيونية وقال، كان لابد من نقل صورة هذا الداعية للناس لكشف تحالفات السلطة والمال والدين. وأكد عيسى أن النموذج الأفضل لمصر هو الانتخابات، لكنها في ظل واقعنا قد لا تنتج شكلًا ديمقراطيًا وهنا الخطر الحقيقي، وعبر عن توقعه بأن أي انتخابات حرة نزيهة لن تأتي بالإخوان المسلمين الآن؛ لأن الشعب أسقطهم فعليًا، لكن لا توجد ضمانات لنزاهة هذه الانتخابات في ظل حكم الرئيس الحالي وجماعته، على حد قوله. وشدد على أن المصريين عادوا للاهتمام العام، لكنهم يصوغون آراءهم بنوع من العجلة، من دون فحص دقيق؛ نتيجة غياب العقل النقدي وتدهور التعليم. وتطرق عيسى لمشكلات الإعلام وقال، كل الفضائيات تُدار بشكل عشوائي، فلا أسس لأي عمل إعلامي معترفًا بأن مرض الإعلام هو جزء من أمراض أصابت مصر في السنوات الأخيرة.
|