الصين تخشى قيام شبابها بـ "يوم غضب" على غرار الثورة المصرية

 


 



كشفت أحداث الثورة المصرية والتونسية الأخيرة عن فشل حكومات العالم العربي في التوزيع العادل للثروة داخل المجتمع، وبالتالي عدم القدرة على ترجمة معدلات النمو الاقتصادي إلى واقع ملموس يشعر به الأفراد في المجتمع، ولم تتحسن أوضاع المواطنين، ما قاد في النهاية إلى ثورة شعبية بكل المقاييس.



ففي كل من "تونس" و"مصر"، عززت السلطات الحكومية من سياسات الاقتصاد الكلي وتوجهت لانتهاج سياسات السوق المفتوحة، وقادت تلك الاصلاحات إلى نتائج قوية، وارتفعت متوسط معدلات النمو الاقتصادي في البلدين، فخلال الفترة الممتدة بين عامي 1999 و2010 بلغ متوسط معدل النمو 5.1% في "مصر" ونحو 4.6% في "تونس"،وإن كانت معدلات نمو ضعيفة للغاية إذا ما قورنت بالنموذج الصيني للنمو وباقي الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل واندونيسيا، والتي قدمت نماذج ناجحة للنمو.



وعلى الرغم من ارتفاع معدلات النمو في الصين، إلا أن هناك تقارير عن الأحوال البائسة لخريجي الجامعات الذين لا يجدون فرص عمل، وتحدثت الصحف المدونات الالكترونية عن الخريجين الجدد الذين أطلقت عليهم "قبيلة النمل"، الذين يعيشون في سراديب ضيقة في المدن الكبرى في البلاد باحثين عن العمل.



وترجع المشكلة في الصين إلى عدم مرونة نظام التعليم العالي في البلاد، حيث يقضي الطلاب 4 أعوام في المرحلة الجامعية في دراسة مادة واحدة فقط، مثل المحاسبة أو تكنولوجيا المعلومات، وكنتيجة لذلك فإن الطلاب لديهم مهارات قليلة تتوافق مع ما يتطلبه سوق العمل.



وهناك أيضًا اتجاه لدفع الطلاب إلى مجالات مثل مجال الهندسة، على الرغم من أن الاقتصاد الصيني قد بدأ الآن في التحول من التصنيع إلى الخدمات.



وبالتالي فإن "الصين" بحاجة إلى القيام بإصلاح على مستوى قطاع  التعليم، وتزويد الطلاب بمهارات تجعلهم أكثر مرونة، وتزويدهم بالتدريبات الأكثر عمومية وتشجيعهم على التفكير بشكل نقدي وخلاق.



وخوفًا من قيام الشباب الصيني بـ "يوم غضب" على غرار يوم الغضب المصري، عطلت الصين البحث عن كلمة "مصر" في مواقع المدونات الصغيرة، لخشيتها من امتداد الاحتجاجات التي تطالب بالإصلاحات في مصر إليها عبر شبكات الإنترنت، لتظهر للباحث عن "مصر" رسالة تفيد بأن موضوع البحث لا يمكن العثور عليه أو لا يمكن عرضه تطبيقًا للقواعد.



ويرى المحللون ومراقبي الوضع في الصين أن رقابة البلاد على مواقع مدوناتها تهدف إلى الحيلولة دون أن تصبح أحداث مصر مثالًا يحتذى به للمعارضة السياسية في البلاد، بعد أن استلهمت مصر انتفاضتها من تونس التي أدت الاحتجاجات فيها إلى الإطاحة برئيسها "زين العابدين بن علي"، وأدت الاحتجاجات في مصر إلى تنحي الرئيس المصري عن الحكم في البلاد.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي