مقال: .. إنتبهوا.. الثورة ليست فى عطلة !

 


 



شباب 25 يناير الحر الذى اطلق شرارة الثورة ورواها بدمائه، بالرغم من ان الهدف الأول للثورة قد تحقق، وندخل الغد الاسبوع الثانى على سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، لازالت برامج التحرك التى تحدثنا عنها فى اليوم الأول من تحقيق هذا الهدف غير واضحة المعالم، وتكاد تتقاطع مع بعضها البعض.. فلا احد يعرف إلى الآن اولويات الفترة القادمة من عمر الثورة، فإذا كانت لجنه تعديل الدستور قد اشارات بالأمس إلى ان مهمتها لتعديل الدستور سوف تستغرق 10 ايام، فإن السؤال الاهم الذى يفرض نفسه، والاحرى بالاجابة العاجلة الآمينة هو : ماذا ستصنع الثورة خلال هذه الفترة ؟ وهل هى فى عطلة إلى حين الإنتهاء من هذه التعديلات؟!



فى الثورات الفتية كثورة 25 يناير لا يمكن ان يظل الزخم محصوراً فى الاطاحة بنظام حكم مهما كان ولا تكون هناك أجندة لكل دقيقة تحياها الثورة بعد ذلك، نعم كانت هناك مبادىء عديدة للثورة مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولكن لم يكن هناك مشروع متكامل لهذه الاهداف يحدد لنفسه أجندة خاصة قادرة على حشد الاجماع العام عليها.. اذا كان هذا قد حدث فلا ينبغى ان يستمر طويلاً على هذا النحو لإن عدم اعلان الثورة للاهداف الجماهيرية الوسيطة التى ستنقلنا من المرحلة الحالية إلى المراحل التالية لم يسعى احد للتعرف عليها بالرغم من الأهداف التى تم تحديدها تحتاج إلى برنامج عمل لتحقيقها على ارض الواقع.. ولكن للأسف تركت قوى الثورة موقعها فى قلب ميدان التحرير لحركات مطالب فئوية تجمعت هنا او هناك فى محاولة لانتزاع بعض الحقوق قبل ان تنسحب الثورة كما فعلت من ميدان التحرير!



اقول هذا لانه كان ينبغى بذات الروح التى بدأت بها مبادرات تنظيف ميدان التحرير أن تعلن قوى الثورة الأكثر حيوية للجماهير عن خطط المرحلة المقبلة، وأهمها استعادة الحالة المدنية التى تبدأ بالبناء الاقتصادى والتفكير فى الغد القريب، وهو ما لم يلتفت إليه احد ليصبح الوطن مهدداً بالشلل!



شباب 25 يناير هل قال لنا اياً منكم اين ذهبت قيادات الحزب الوطنى وذيولها والاجهزة التى كانت تساندها؟ هل اختفت كلها لمجرد أن الثورة قامت؟! هل تضمنون أن تبقى بعيدة عما يدور من احداث فى اللحظات التى يتوجب علينا فيها البناء، وبينما انتم الان تدير رؤوسكم نشوة الانتصار وتتوزعون كل يوم وليلة بين شاشات الفضائيات للحديث عن المستقبل هم قد يتحركون لملأ فراغات تركتموها أنتم بإرادتكم غير مضطرين فتشتعل حرائق الفئوية من موقع لأخر وبإنتظام منقطع النظير فى مشهد من العبث الحديث فيه عن العفوية وبراءة حركات المطالبة بالحقوق.. ولا احد منكم يبادر إلى اطفائها أو العودة إلى الجماهير لمطالبتها بالهدوء حتى لا يتم الالتفاف على الثورة وحرمانها من تحقيق اهدافها الحقيقية.



ايها الشباب لا اود الاغراق فى تقاصيل نظرية المؤامرة، ولكن عليكم اصحاب التأثير الأكبر على مواقع التواصل الاجتماعى أن تتنبهوا إلى دقة وحساسية هذه المرحلة.. وأن يكون لكم دور حاسم مع بدء نشاط الاسواق الاحد المقبل.. فالثورات الشعبية كثورة 25 يناير لا تعرف التخاذل أو العطلات! عاشت مصر حرة..



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي