خيّم اللون الأحمر على مؤشرات جميع البورصات الخليجية، لتعكس حالة الاضطراب والتوتر الاقتصادى الذى تمر به دول المنطقة، وكانت بورصة "دبي" مرآة الحالة الاقتصادية العربية، بعد تكبدها لأكبر الخسائر بين بورصات المنطقة، وتلتها بورصات "الكويت" و"أبوظبي" و"قطر" و"مسقط"، ثم كانت بورصتا "السعودية" و"البحرين" الأقل هبوطًا بين بورصات المنطقة.
فقد تراجعت أسهم الشركات فى منطقة الشرق الاوسط، لتهبط بالمؤشر الرئيسى لبورصة "دبي" لأدنى مستوياته خلال هذا الشهر، تأثرًا بحالة الاضطراب السياسى التى عمت أرجاء دول المنطقة.
وهبط سهم "إعمار"-مشيدة أطول برج بالعالم "برج خليفة" فى الامارات- بنسبة 4.7%، وتعرض سهم "بنك دبى الاسلامي" –أكبر البنوك الاسلامية فى الامارات- لأعلى نسبة هبوط له منذ نوفمبر الماضي، ما قاد مؤشر بورصة "دبي" للتراجع بنسبة 3.66%.
ولم تكن بورصة "الكويت" الأفضل حالًا، بعد تراجع مؤشرها الرئيسى بنسبة 2.52%، بعد رفض شركة الاتصالات الكويتية اليوم الاحد جميع العروض المقدمة لشراء حصة مجموعة زين فى شركة زين السعودية والبالغة 25%.
وتسعى "زين" لبيع حصتها فى زين السعودية التى تقدر بمبلغ 2.75 مليار ريال (733 مليون دولار) لأسباب تنظيمية حتى تتمكن من بيع 46% من أسهمها الى اتصالات فى صفقة تقدر بنحو 12 مليار دولار.
وطبقًا لما أفادت به وكالة "رويترز"، هوت أسهم زين يوم الاحد بنسبة 7.3% فى أكبر هبوط لها فى 8 أشهر بينما انخفض سهم اتصالات بنسبة 0.9% مع تنامى التوقعات بفشل صفقة زين.
وتسعى شركة اتصالات الاماراتية للتوسع فى الاسواق الخارجية، لاسيما بعد أن فقدت احتكارها للسوق المحلية بالإمارات فى 2007 وقد قدمت فى سبتمبر الماضى عرضًا لشراء 46% من زين، لكن الصفقة واجهت العديد من العقبات التى تسببت فى تأجيلها عدة مرات ومن هذه العقبات عدم اعلان مجموعة الخرافى حتى اليوم تمكنها من تجميع النسبة المطلوبة لاتمام الصفقة اضافة الى رفع بعض مساهمى زين دعاوى قضائية لمنع اتمام الصفقة كما طلبت اتصالات مرتين تمديد الموعد النهائى الذى حددته بنفسها للانتهاء من الفحص الفنى كان من المفترض أن ينتهى فى 15 يناير الماضي.
وتعكس البورصة حالة الاضطراب السياسى فى دول المنطقة، لاسيما بعد اندلاع معركة بالأسلحة النارية فى العاصمة اليمنية "صنعاء"، لتعج دول منطقة الشرق الأوسط من "ليبيا" حتى "إيران" بالمحتجين الذين فاض بهم الكيل وانتشروا مطالبين بالاصلاحات السياسية على اختلاف درجاتها.
وخلال حواره مع وكالة الأنباء البريطانية "BBC" أعلن أحد أعضاء الأسرة المالكة فى السعودية قد حذر من أن المملكة العربية السعودية معرضة وليست بعيدة عن مثل تلك الاحتجاجات إذا لم يقم الملك عبد الله بن عبد العزيز بإصلاحات حقيقية.
وكانت بورصة "أبوظبي" فى المرتبة الثالثة من حيث التراجع، بعد هبوط مؤشرها الرئيسى بنسبة 1.91%، وتلتها بورصة "قطر"-ثالث أكبر بورصات المنطقة- بعد هبوط مؤشرها الرئيسى بنحو 1.6%، ثم بورصة "مسقط" التى تراجع مؤشرها الرئيسى بنسبة 1.1%، وتلتها بورصة "السعودية"- أكبر بورصات الخليج من حيث القيمة السوقية- فى المركز السادس بعد هبوط مؤشرها الرئيسى "تداول" بنسبة 0.78%.
وكانت بورصة "البحرين" فى المركز السابع والأخير من حيث الهبوط، إثر تراجع مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.24%.
|