سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على الادعاءات البريطانية الأخيرة باستخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسلحة كيماوية في ثلاث حالات جديدة, قائلة إنها تضع مزيدا من الضغوط على الإدارة الأمريكية العازفة عن الاستدراج لصراع شرق أوسطي جديد.
وأوضحت -في تقرير على موقعها الإلكتروني الأربعاء- أن الحكومة البريطانية بعثت يوم الجمعة الماضي برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ادعت فيها استخدام القوات الحكومية السورية لأسلحة كيماوية في ثلاث حالات جديدة: بمدينة "عدرا" شمال شرقي العاصمة دمشق في شهر مارس الماضي, ومدينة "داريا" القريبة أيضا من دمشق في شهر أبريل, ومنطقة "ساراكيب" القريبة من حلب أيضا في أبريل.
ومن المقرر أن يتم عرض الادعاءات على فريق التحقيقات التابع للأمم المتحدة للفصل في صحة الدعاوى البريطانية من عدمها.
ونوهت "الجارديان" عن أن الكشف عن الرسالة البريطانية جاء بعد 24 ساعة من إعلان الحكومة الفرنسية عن فحصها عينات تثير شبهة استخدام أسلحة كيماوية قام مراسلو صحيفة "لوموند" الفرنسية بتهريبها, على أن يتم نشر النتائج في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وعلى الصعيد الأمريكي, تقول الإدارة الأمريكية إنه ليس ثمة دليل دامغ على استخدام أسلحة كيماوية وحتى لو وجدت, فإنها استخدمت بكميات صغيرة, مشيرة إلى أنها تنتظر نتيجة تقرير فريق التحقيقات التابع للأمم المتحدة.
وأعادت الصحيفة البريطانية إلى الأذهان حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق من العام الجاري حول استخدام الأسد للسلاح الكيماوي معتبرا ذلك بمثابة خط أحمر لا يجب تعديه, قائلة إن أوباما تراجع عن تعهداته متعللا بعدم وجود دليل دامغ حتى الآن.
جدير بالذكر أن استخدام أسلحة كيماوية أمر محظور بموجب القانون الدولي كما أنه يستوجب نظريا التدخل الدولي حال استخدامه.
ولفتت إلى أن الحكومتين البريطانية والفرنسية في طليعة الحكومات الداعية إلى التدخل في سوريا بسبب ما تقولان أنه انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان على نطاق واسع من قبل نظام الأسد.
وأشارت إلى أن الحكومتين البريطانية والفرنسية بعثتا في 25 مارس الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة برسالة مشتركة تشير إلى وجود أدلة باستخدام أسلحة كيماوية بمدينتي حمص وحلب في شهري ديسمبر ومارس على التوالي.
وعلى الصعيد الغربي, رصدت "الجارديان" قول الحكومات الغربية إنه ليس ثمة دليل على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا, بعكس ما تؤكد الحكومة السورية التي تتهم مقاتلي المعارضة باستخدام هذا السلاح.
وأشارت الصحيفة إلى تخوف الحكومات الغربية من أن يكون الأسد بصدد اختبار رد الفعل الدولي, وأنه قد يستخدم السلاح الكيماوي على نطاق أوسع حال شعوره بعدم نية المجتمع الدولي في التدخل.
|