سيطرت الأحداث التي تتعرض لها ليبيا علي الجزء الأكبر من اهتمامات سوق العملات لتزيد من القلق السائر بشأن منطقة الشرق الأوسط ، مما أدي إلي زيادة الإقبال علي العملات الأقل مخاطرة والتي تعتبر الملاذ الآمن في حالة تراجع العائد من نظيرتها عالية المخاطر وعلي رأسها العملة الأوروبية الموحدة ، ليحظى كلا من الدولار والفرنك السويسري بمزيد من الدعم علي اثر ذلك.
ومع انحسار نسبي للبيانات الاقتصادية الهامة خلال فترات التداول ليوم الثلاثاء ، تعرضت العملة الاوروبيه الموحدة لموجه بيع مكثفه خلال فترتي التداول الأوروبية والآسيوية، فقدت علي إثرها مستوي 1.36 دولار ليختبر في نهاية الموجه مستوي 1.35 دولار الذي نجح في الخروج منه في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي ، وتراجع اليورو أيضا أمام اغلب العملات الاجنبيه علي اثر التوجه للعملات الأقل مخاطرة، إلا انه حقق انتصارا رائع بعد تدخل قوة الشراء بالسوق وبشدة انتشلت اليورو من ادني مستوي خلال الجلسة ، ليسجل إغلاق جيد عند مستوي 1.3650.
واستفاد الدولار من موجه التراجع التي تعرض لها اليورو ليرتفع بشكل عام أمام اغلب العملات الاجنبيه ، تصاعد التوترات السياسية في ليبيا مما دفع المستثمرين لبيع الأصول مرتفعة العائد والإقبال على الدولار وأيضا الفرنك السويسري كملاذات آمنة.
كما دعمت ارتفاع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي حركة انتعاش الدولار مقابل العملات الاجنبيه، ليسجل مؤشر ثقة المستهلكين الأمريكيين اعلي مستوياته في ثلاث سنوات في فبراير ، في حين تراجعت أسعار المساكن للشهر السادس على التوالي في ديسمبر، مما يعكس علي استمرار وجود صعوبات يعاني منها الاقتصاد الأمريكي.
وعلي الصعيد الفني ، اختبر اليورو مستوي دعم رئيسي1.3559 أمام الدولار، خلال منتصف تعاملات اليوم وحتى نهاية فترة التداول الأوروبية ، نجح في الخروج من المستوي المتدني له مرتدا مرة أخري من المستوي السابق ، ليصعد وبقوة مستهدفا لمقاومة قويه عند مستوي 1.3705 إلا انه لم يستطع تجاوزها ، ليسجل إغلاق دونه رغم احتفاظه بموجه الصعود التي شكلت دعما له عند مستويات مرتفعه أمام الدولار1.3650 .
استمر الجنيه الإسترليني في التراجع لليوم الثاني علي التوالي أمام الدولار بعد ان شكل قمة هابطة في مستهل تعاملات اليوم ليقود مسيرة التراجع علي المدى القصير رغم استمرار الاتجاه الصاعد علي المدى الطول للزوج، مخترقا كافه مستويات الدعم القريبة وهي علي التوالي (1.6203 و1.6154) بالإضافة إلي اختباره لدعم ثان 1.6105 ، نجح في الاحتفاظ به مرتدا منه مسجلا إغلاق متدني نسبيا عند مستوي 1.6135 دولار.
وعلي اثر تباين في مدي رضا المستثمرين عن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها استراليا الآن وحول مستقبل الاقتصاد ما بين متفائل ومتشائم ، تشابه الدولار الاسترالي مع الجنيه الإسترليني في أدائه أمام الدولار الأمريكي ، الذي سجل ترجعا حادا في قيمته مدعوما بعمليات بيع مكثفه أفقدته مستوي 1.00 دولار الذي نجح في تخطيه منذ السادس عشر من الشهر الجاري ، ليسجلا الدولار الاسترالي أداء متراجع منهي تعاملاته بإغلاق ضعيف عند مستوي 0.9986 دولار.
في حين انتعش الدولار الأمريكي علي حساب نظيرة الكندي علي اثر موجه الانتعاش التي يحظى به الدولار باعتباره في المرتبة الثانية بعد الذهب كملاذ أمن ، ليبدأ الدولار تعاملاته مرتدا من مستوي دعم فني كان قد اختبره في وقت سابق ، لينطلق منه مخترقا مقاومه قريبه 0.9845 وصولا إلي مستوي 0.9881 ، ليواصل صعوده ليحظى بإغلاق ممتاز عند مستوي 0.9905 .
ومع تناحر كلا من الدولار والفرنك علي صفة الملاذ الأمن وفي ظل الصعوبات التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي في الآونة الأخيرة ،تراجع الدولار أمام الفرنك إلي مستوياته سجلها في بداية تعاملات الشهر الجاري ، ليصل إلي 0.9387فرنك بعد أن فقد مستوي الدعم الذي حافظ عليه خلال تعاملات أمس .
|