سيطرت البيانات الاقتصادية علي المشهد العام لسوق العملات الاجنبيه"الفوركس"، رغم استمرار حاله عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بالشرق الأوسط لتتجه الأنظار إلي المؤشرات الاقتصادية ألهامه التي تم الإعلان عنها في نهاية الأسبوع يوم الجمعة الماضي ، لتشهد العملات الاجنبيه الرئيسية حاله من التراجع شملت اغلبها فيما عدا الدولار الاسترالي .

جاءت الأجندة الاقتصادية ببيانات هامه عن الاقتصاد الأمريكي الذي يري البعض انه لا يزال يعاني من هشاشة وضعف نسبي في المقومات الأساسية له ، رغم تعافي ملحوظ له من خلال بيانات الناتج المحلي الإجمالي والبطالة واستقرار التضخم  وأسعار الناتج المحلي الإجمالي إلا أنها مازالت دون التوقعات .

ليسجل المؤشر العام لثقة المستهلكين بالولايات المتحدة الأمريكية أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات في فبراير مدعومة بتحسن سوق العمل من خلال تراجع طلبات  إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي ،ليصل المؤشر العام إلي 77.5 نقطة  مرتفعا من 74.2 في يناير، وارتفع مؤشر الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي مسجلاً 2.8% ، متجاوزا القراءة السابقة له التي بلغت 2.6%، لتتجمع العوامل السابع علي الدولار تضيف له قدرا من الانتعاش مقابل العملات الاجنبيه الاخري .

في حين مُنى الجنيه الإسترليني أمام الدولار بتراجع ملحوظ خلال التداولات الأوروبية يوم الجمعة مسجلاً أدنى مستوى له مقابل الدولار خلال جلسة التداولات متأثرا انخفاض القراءة المراجعة لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة خلال الربع الأخير من السنة المالية للعام      2010 ، والتي تراجع بلغت نسبته 0.6% ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، مقارنه بنتائج الربع الثالث من نفس العام والذي سجل انخفاضاً بلغ 0.5%.

جاءت البيانات السلبية للاقتصاد البريطاني لتقلل من فرضه صعود الإسترليني حتى نهاية تعاملات نهاية الأسبوع ، ليسجل إغلاق متراجع عند مستوي 1.6115 دولار مقارنه بأدائه الجيد يوم الأربعاء الماضي.

ورغم تحسن المؤشرات الاقتصادية لكبري اقتصاديات منطقة اليورو ووسط تحسن شهيه المخاطر عقب انحسار موجه التخوف من ارتفاع الأسعار على خلفية هبوط أسعار النفط، انهي اليورو تعاملات الأسبوع الماضي علي تراجع ملحوظ، بعد إن بلغ اعلي مستوياته في ثلاث أسابيععند مستوي 1.3839دولار ، بفعل عمليات بيع لجني الأرباح ، ليسجل إغلاق متراجع 1.3750دولار مقارنه بما بدا به التداولات في الفترة الآسيوية.

وعلي الصعيد الفني ، نجح زوج اليورو دولار في كسر اول حاجز مقاومة رئيسي عند مستوي 1.3815،مؤكدا اتجاهه الصاعد علي المدى المتوسط خلال تعاملات الجمعة بعد أن حظي بدعم واضح خلال الخميس الماضي مختبرا نفس المستوي ،لا انه اقترب من اختبار مستوي المقاومة الاقوي في نهاية الأسبوع عند 1.3842 ، ليفشل في اختراقه وسط عمليات بيع مكثفه عقب اختبار اليورو مستويات مرتفعه مقابل الدولار ، ليرتد اليورو مرة أخري محترقا مستوي الدعم القريب 1.3771 ، وصولا إلي 1.3728 كمستوي دعم ثان ، مرتدا منه نحو الاعلي مسجلا إغلاق جيد نسبيا عند1.3750 إلا انه من المتوقع أن يواصل الزوج تراجعه في مستهل التداولات الآسيوية .

فقد الجنيه الإسترليني جزأ من اتجاه الصاعد علي المدى الطويل ، في ظل استمرار تراجعه القوي مقابل الدولار لليوم الثاني علي التوالي علي مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين ، مخترقا مستويات دعم قويه كان قد حافظ عليها في مستهل تعاملات الأسبوع الماضي وهي علي التوالي (1.6183 و1.6152و1.6102) ألا انه لم يحافظ علي أخر اختراق له عند مستوي الدعم الأخير 1.602 ليرتد منه مستهدفا إغلاق فوق المستوي في محاوله من المشتري لدفع السعر لأعلي ، منهيا تعاملات الأسبوع عند مستوي 1.6115 ،ومن المرجح أن يواصل الإسترليني تراجعه في مستهل تعاملات الأسبوع الجاري .

بعد أن شكل الدولار الاسترالي قاعا صاعدا بنهاية تعاملات الأربعاء الماضي ، لينطلق منها نحو اتجاه صاعد علي المدى المتوسط والقصير خلال تعاملات أخر يومين بالأسبوع الماضي ، مخترقا مستوي مقاومة قوي عند1.0145 ، مستهدفا ما هو اعلي مفسرا تواجد المشتري بقوة بالسوق ليصل إلي إغلاق مرتفع 1.0175، إلا انه من المتوقع أن يواجه الدولار الاسترالي تراجعا ملحوظا في مستهل تعاملات يوم الاثنين بفعل عمليات بيع لجني الأرباح والاستفادة من المستويات المرتفعة التي بلغها الدولار الاسترالي مقابل نظيرة الأمريكي.

رغم عدم وجود تحركات حادة للدولار أمام نظيرة الكندي واصل الدولار تراجعه خلال تعاملات الجمعة الماضية بعد أن سجل تراجعا حادا في قيمته معيدا اختراق مستويات الدعم القريبة وبقوة وسط تواجد مكثف للبائع ، ليهبط الدولار ، إلي مستوي متدني في نهاية تداولات ألجمعه  0.9781.

وسط تداولات ضعيف للدولار الأمريكي  أمام الفرنك السويسري ، شهدت زوج العملة تحركات عرضيه خلال تعاملات نهاية الأسبوع داخل القناة السعرية الهابطة علي المدى المتوسط ليصل في نهاية التعاملات إلي مستوي 0.9285 ، قد يكون الزوج في طريقه لتكوين قناة سعريه عرضيه إذا ظل التداول عند المستويات القريبة ما بين (0.9330 و0.9230  ).