في ظل تشوه صورتها في العالم، وفي أعقاب ازدياد عزلتها الدولية تحاول الدولة العبرية العمل على تحسين صورتها لدى الرأي العام
وفي هذا السياق، قالت مصادر إسرائيلية رفيعة في تل أبيب إنه وبلغات ثلاث، الفرنسية والانجليزية والعربية، ليس من بينها العبرية، تنطلق شبكة News24الإخبارية من قلب الشرق الأوسط.
وأشارت المصادر إلى أن الشبكة الإخبارية الإسرائيلية المملوكة لرجل الأعمال اليهودي الفرنسي باتريك داهري، دأبت في الفترة الماضية على توظيف العديد من الصحافيين والفنيين ومقدمي الأخبار، مستخدمة واجهة لها، أقل وضوحاً في اتصالها بالمنظومة الإعلامية العبرية، هي شركة إعلامية فرنسية مسجلة في لوكسمبورج باسم (أخبار الشرق الأوسط)، ويرأسها الصحافي الفرنسي والدبلوماسي السابق فرانك ملول الذي عمل سابقاً في قسم الاستراتيجية والتطوير في FRANCE 24.
وقالت صحيفة ‘هآرتس′ العبرية إن الشبكة الإخبارية الجديدة بدأت بالبث، وحسب المقرر فإنها ستبث من مدينة تل أبيب، ولكن كما تقول إسرائيل تل أبيب يافاوأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان الرسمي عن إقامة الشبكة الجديدة صدر في شهر (أبريل) من العام الماضي، وتحدث عن قناة تلفزيونية على نمط الجزيرة القطرية، لافتةً إلى أنه تم تعيين محرر لكل قسم من الأقسام الثلاثة ، وتم تعيين الصحافي العربي من الداخل الفلسطيني، سليمان الشافعي، محررا للقسم العربي، وهو الذي كان يعمل في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، كما أشارت إلى أن بث الفضائية الجديدة يتم التقاطه في جميع الدول العربية وكندا، والقسم الأكبر من أوروبا، أسيا وإفريقيا، وفي القريب العاجل سيُوسع البث ليشمل الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، أما في إسرائيل فيُمكن متابعة القناة الجديدة عبر الإنترنت.
وتابعت الصحيفة العبرية قائلةً إن الشبكة الجديدة تختبر في شقها الفرنسي والانجليزي كما العربي، شيئا من القلق والشك في القدرة على التأثير في الرأي العام العالمي، وجعله أقرب أكثر مما هو عليه أصلاً ـ إلى تبني الرواية الإسرائيلية، وتعريف المشاهد على حقيقة واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، أي إسرائيل. الصحافي الفرنسي ستيفان كلاو، الذي هاجر مؤخرا إلى إسرائيل وسيتولى رئاسة القناة الفرنسية في الشبكة الجديدة قال إن التأثير في الرأي العام الفرنسي لن يكون سهلاً، ولا أعتقد أن الفرنسيين لا يحبوننا وإنما هم ببساطة لا يعرفون كل شيء عن إسرائيل، كما أكد أن القناة لن تكون موجودة في فرنسا فحسب، بل وفي المغرب وتونس والجزائر، على حد تعبيره.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الشبكة الجديدة التي تتخذ من (ما وراء الحدث) شعارا لها، استضافت أولاً وزير الاستخبارات الإسرائيلي من حزب الليكود، يوفال شطاينتس، وتطمح لتقديم نفسها على أنها حالة احترافية تعلمت من أخطاء سابقاتها، ونموذج لسياسات توضيح الصورة العبرية ليست على جدول الأعمال لأن الشبكة، حسب القائمين عليها، ليست موجهة لأصدقاء الدولة العبرية، بل لأعدائها بغية تنويرهم وتعريفهم بإسرائيل.
وقال جيف أبراموفيتش، محرر النشرة المسائية في القناة الجديدة إن الأحداث التي تدور هنا في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة مهمة، وستقوم القناة بالتشديد عليها، ولكن كل ذلك يتعلق بالحدث نفسه، على حد قوله.
وتابع قائلاً إن إسرائيل هي دولة عظمى من ناحية الصناعات العسكرية، وهذا الأمر يجلب العديد من المشاهدين، زاعما أنه سيتحلى بالموضوعية التامة، ولن يُمثل أي خط سياسي.
وفي معرض رده على سؤال كيف تكون القناة موضوعية وهي تبث من إسرائيل وبتمويل يهودي رد المحرر أبراموفيتش بالقول: سأكون سعيداً جداً إذا اعتقد الإسرائيليون بأنني خائن، وبالمقابل سأكون أسعد إذا اعتقد الفلسطينيون أنني رأسمالي صهيوني، وبالتالي إذا تلقيت رسائل شكاوى من الطرفين، فسأعلم بأنني أقوم بعملي على أحسن وجه.
وخلص أبراموفيتش، الذي هاجر إلى إسرائيل عام 1979، إلى القول إن فضائية الجزيرة تمكنت من البقاء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ولدي الانطباع بأن الشبكة الجديدة ستنجح في مهمتها، لأن المشاهدين يريدون سماع الأخبار من وجهة نظر أخرى
|