أصبح التراجع السمة التي تُميز ختام تداولات البورصات الخليجية، خاصة في ظل حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها دول المنطقة، وتراجعت أغلب الأسهم في دول الشرق الأوسط، لتهبط بالمؤشر الرئيسي لبورصة "دبي" عند أدنى مستوى له منذ ما يقرب منذ 7 سنوات، ومع انتشار حالة الاضطراب تلك إلى أراضي "المملكة العربية السعودية" –أكبر اقتصاد في المنطقة- أدت إلى تراجع البورصة السعودية كذلك، مع عزوف المستثمرين عن الطلب على الأسهم في الوقت الحالي، وبحثهم عن الملاذ الآمن في شكل أصول أكثر أمانًا مثل الذهب والمعادن النفيسة.
وفي ختام تعاملات اليوم "الأربعاء"، تراجعت جميع البورصات الخليجية، وظلل اللون الأحمر مؤشراتها، بصدارة بورصة "السعودية" تلتها بورصات "دبي" و"قطر" و"الكويت" و"أبوظبي" و"مسقط" و"البحرين".
ففي "السعودية"-حيث أكبر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية- هبط مؤشرها الرئيسي "تداول" بنسبة 3.9% ليغلق عند أدنى مستوى له منذ ابريل 2009، كما هبط المؤشر الرئيسي لبورصة "دبي" بنسبة 3.5% مسجلًا 1374.43 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يونيه 2004، ليكون المؤشر قد فقد 15% من قيمته منذ خلع الرئيس التونسي السابق "زين العابدين بن على" عن الحكم في 15 يناير الماضي.
فطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج" فقد تراجع سهم "إعمار"-مشيدة أطول برج في العالم "برج خليفة"- مسجلًا أدنى مستوى له منذ 2009، وتراجع سهم "سوق دبي المالي" بنسبة 4.9%.
وتواجه المنطقة العربية تصاعدًا في الاحتجاجات المناوئة لحكام تلك الدول، قادت إلى سيادة حالة من القلق بين أوساط المستثمرين، كانت شرارتها في "تونس"، والتي أدت إلى خلع الرئيس التونسي السابق في 15 يناير بعد انتفاضة شعبية دامت لمدة شهر، لتتبعها "مصر" في يوم 25 يناير بانتفاضة شعبية قادت إلى تنحية الرئيس المصري السابق "محمد حسني مبارك" في 11 فبراير الماضي، واتسعت رقعة الاحتجاجات لتمتد إلى دول أخرى في المنطقة شملت "اليمن" و"البحرين" و"عُمان" و"ليبيا"، فضلًا عن الدعوات القائمة للدعوة إلى "يوم غضب" على غرار يوم الغضب المصري في كل من "الأردن" و"السعودية" و"الامارات" وقطر" تتفاوت في مطالبها ولكنها تتفق على الاصلاح في مجملها.
من جهته ذكر "عُمير الأنصاري" محلل الأسهم في "جلف مينا للاستثمارات البديلة" في دبي أن أداء البورصة السعودية يعكس حالة الاضطراب والتوتر السياسي التي تعيشها دول المنطقة، لاسيما مع وجود تكهنات باعتصامات في المملكة يومي 11 و20 مارس الحالي، ما يضفي حالة من "عدم اليقين" حتى وإن لم يعتصموا.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، نقلت هيئة الأنباء البريطانية "BBC" عن الأمير "طلال بن عبد العزيز"-أحد أعضاء الأسرة الحاكمة بالسعودية- قوله إن المملكة قد تشهد احتجاجات حال عدم تقديم الملك عبد الله لإصلاحات حقيقية في البلاد.
وبعدها أعلن الملك عبد الله عن حزمة إنفاق في قطاع الاسكان بقيمة 40 مليار ريال، وتم رفع ميزانية الضمان الاجتماعي بحوالي مليار ريالاً، علاوة على أمره بتوفير نحو 1.2 ألف وظيفة، وزيادة بدل غلاء المعيشة بنسبة 15% للموظفين الحكوميين.
وكانت بورصة "قطر" في المركز الثالث من حيث التراجع، بعد هبوط مؤشرها الرئيسي بحوالي 3.37%، تلتها بورصة "الكويت" التي تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 2.59%.
فيما حلت بورصة "ابوظبي" في المركز الخامس، بعد تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.8%، تبعتها بورصة "مسقط" التي انخفض مؤشرها الرئيسي بنحو 1.53%، فيما كانت بورصة "البحرين" السابعة والأخيرة من حيث الهبوط، إثر تراجع مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.02%.
وقادت تلك التراجعات في المؤشرات إلى هبوط مؤشر "بلومبرج 200" –الذي يقيس آداء أقوى 200 سهمًا خليجيًا- بنسبة 3.3%، لتصل نسبة تراجعه منذ بداية العام إلى الوقت الحالي إلى 15%.
|