أآكد "ون جياباو", رئيس وزراء الصين, ان التضخم فى البلاد قد يؤثر على الاستقرار الاجتماعى، معتبرًا أن العمل على تخفيضه يمثل أهم الاولويات هذا العام.
وأشار "جياباو" إلى أن الحكومة ستسعى للوصول بمعدل التضخم عند 4%، ومستوى العجز عند 2% من اجمالى الناتج المحلى، حيث ترتفع الأسعار بوتيرة سريعة مما ينذر بارتفاع معدل التضخم.
وأعرب عن قلقه من أن تؤثر هذه المشكلة على رفاهية الشعب, وتمثل عبئًا على المصالح العامة, وبالتالى على الاستقرار الاجتماعى.
وأطلق "جياباو" خطة خمسية لتحسين اقتصاد البلاد, وزيادة الدخل فى المناطق الريفية وتعزيز الاستقرار الاجتماعى، لتكون تلك السنوات الخمس المقبلة حاسمة للاسراع بوتيرة تحسين التنمية الاقتصادية، وتهدف إلى متوسط نمو سنوى فى إجمالى الناتج المحلى بنسبة 8%.
تأتى تلك التصريحات بعد خوف "الصين" من قيام شبابها بثورة على غرار ثورتى "تونس" و"مصر".
فقد كشفت أحداث الثورة المصرية والتونسية الأخيرة عن فشل حكومات العالم العربى فى التوزيع العادل للثروة داخل المجتمع، وبالتالى عدم القدرة على ترجمة معدلات النمو الاقتصادى إلى واقع ملموس يشعر به الأفراد فى المجتمع، ولم تتحسن أوضاع المواطنين، ما قاد فى النهاية إلى ثورة شعبية بكل المقاييس.
ففى كل من "تونس" و"مصر"، عززت السلطات الحكومية من سياسات الاقتصاد الكلى, وتوجهت لانتهاج سياسات السوق المفتوحة، وقادت تلك الاصلاحات إلى نتائج قوية، وارتفع متوسط معدلات النمو الاقتصادى فى البلدين، فخلال الفترة الممتدة بين عامى 1999 و2010 بلغ متوسط معدل النمو 5.1% فى "مصر" ونحو 4.6% فى "تونس"، وإن كانت معدلات نمو ضعيفة للغاية إذا ما قورنت بالنموذج الصينى للنمو وباقى الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل واندونيسيا، التى قدمت نماذج ناجحة للنمو.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات النمو فى الصين، فإن هناك تقارير عن الأحوال البائسة لخريجى الجامعات, الذين لا يجدون فرص عمل، وتحدثت الصحف والمدونات الالكترونية عن الخريجين الجدد, الذين أطلقت عليهم "قبيلة النمل"، الذين يعيشون فى سراديب ضيقة فى المدن الكبرى فى البلاد باحثين عن العمل.
وترجع المشكلة فى الصين إلى عدم مرونة نظام التعليم العالى فى البلاد، حيث يقضى الطلاب 4 أعوام فى المرحلة الجامعية فى دراسة مادة واحدة فقط، مثل المحاسبة أو تكنولوجيا المعلومات، وكنتيجة لذلك فإن الطلاب لديهم مهارات قليلة تتوافق مع ما تتطلبه سوق العمل.
وهناك أيضًا اتجاه لدفع الطلاب إلى مجالات مثل مجال الهندسة، على الرغم من أن الاقتصاد الصينى قد بدأ الآن فى التحول من التصنيع إلى الخدمات.
وبالتالى فإن "الصين" بحاجة إلى القيام بإصلاح على مستوى قطاع التعليم، وتزويد الطلاب بمهارات تجعلهم أكثر مرونة، وتزويدهم بالتدريبات الأكثر عمومية, وتشجيعهم على التفكير بشكل نقدى وخلاق.
وخوفًا من قيام الشباب الصينى بـ"يوم غضب" على غرار يوم الغضب المصرى، عطلت الصين البحث عن كلمة "مصر" فى مواقع المدونات الصغيرة، لخشيتها من امتداد الاحتجاجات التى تطالب بالإصلاحات فى مصر إليها عبر شبكات الإنترنت، لتظهر للباحث عن "مصر" رسالة تفيد بأن موضوع البحث لا يمكن العثور عليه أو لا يمكن عرضه تطبيقًا للقواعد.
ويرى المحللون ومراقبو الوضع فى الصين أن رقابة البلاد على مواقع مدوناتها تهدف إلى الحيلولة دون أن تصبح أحداث مصر مثالًا يحتذى به للمعارضة السياسية فى البلاد، بعد أن استلهمت مصر انتفاضتها من تونس التى أدت الاحتجاجات فيها إلى الإطاحة برئيسها "زين العابدين بن على"، وأدت الاحتجاجات فى مصر إلى تنحى الرئيس المصرى عن حكم البلاد.
|