علي الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي علي مدار خمسة أيام من التعاملات بأسواق العملات أمام كلا من اليورو والين والفرنك السويسري ‘ الا ان العملة الرئيسة تعرضت للتراجع في أواخر تعاملات أمس الجمعة علي أثر بيانات أقل من المتوقع بشأن تقرير الوظائف فضلا عن الخلافات السياسية بين مجموعه العشرين بشأن ضرب سوريا .
ويذكر ان الدولار قد سجل تراجعا أيضا أمام الإسترليني والدولار الاسترالي والكندي أيضا خلال الأسبوع بفضل بيانات قوية للاقتصاديات الدول الثلاث .
اليورو يعزز من خسارته مقابل الدولار
وتفصيلا ، تكبدت العملة الأوروبية الموحدة " اليورو" خسائر أسبوعية أمام الدولار بلغت نسبتها 0.23% حيث أنهت تعاملات الجمعة عند سعر 1,317 دولار مقابل إغلاق اسبوع سابق عند 1.3103 دولار جاء ذلك علي أثر قوة الدولار الأمريكي بالسوق وتزايد الطلب عليه كملاذ أمن في ظل التكنهات بضربة عسكرية لسوريا ، بالإضافة إلي التوقعات ماريو دراجي بشأن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية والاستمرار بنفس السياسات التيسيرية لدعم تعافى الاقتصاد الأوروبي.
في حين لم تفلح البيانات الاقتصادية القادمة من قارة أوروبا وتحديدا ألمانيا وأسبانيا في دفع اليورو للتفوق علي الدولار خلال الأسبوع ، حيث سجل اليورو أدني مستوياته منذ 19 يوليو الماضي عند 1.3103 دولار بمنتصف تعاملات يوم الجمعة ، كما حقق الإسترليني أيضا أعلي سعر له منذ 21 أغسطس عند 1.5679دولار لكل جنيه إسترليني .
تعافي للأسترليني عقب بيانات أقتصادية
وعلي الجانب الأخر حقق الجنيه الإسترليني مكاسب أسبوعية في مواجهه الدولار الأمريكي مرتفعا علي نحو قوي أثر بيانات اقتصادية قوية للاقتصاد البريطاني من خلال نمو قطاع الصناعات التحويلية بأعلى وتيرة منذ مارس 2011م ، وسجل قطاع البناء أعلى وتيرة نمو منذ نحو ست سنوات ،ونما قطاع الخدمات بأعلى وتيرة منذ مايو 2007، لترتفع العملة البريطانية خلال الأسبوع بنسبة 0.73% مغلقة عند 1.5629 دولار مقابل إغلاق أسبوع سابق عند 1.5515 دولار أمريكي .
وعلي الرغم من الارتفاع الأسبوعي إلا إن أداء الإسترليني في أواخر تعاملات الأسبوع جاء علي نحو متراجع ليصل لأدني مستوي له خلال جلسة الجمعة عند 1.5562دولار، بضغط من النتائج الصناعية خلال شهر فضلا عن ضغوط من قبل المركزي البريطاني الذي ثبت سياسته النقدية مبقيا علي أسعار الفائدة دون تغيير عند 0.5 % ،وتثبيت برنامج شراء الأصول عند 375 مليار إسترليني.
القراءات المعدلة دعمت الاسترالي
كما دفعت التعديلات إلي أُجريت علي قراءة الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الاسترالي في تعزيز قيمة العملة أمام نظيرتها الأمريكية ، ليقفز الاسترالي علي نحو أسبوعي بحوالي 2.84% علي حساب الدولار الأمريكي ، لتسجلة العملة أعلي سعر لها عند 0.9152 دولار أمريكي للمرة الأولي منذ 20 أغسطس ، مدعوما بالتعديل الايجابي للناتج المحلي الإجمالي الربع الثاني ،حيث حقق الاقتصاد الاسترالي نسبة نمو بلغت 0.6 % بينما جاءت القراءة غير المعدلة لتسجل 0.5 %.
وعلي الرغم من الإغلاق المرتفع للأسترالي عند 0.9189دولار أمريكي يوم الجمعة مقابل 0.8935 دولار في نهاية تعاملات اسبوع سابق ، إلا أن الدولار الاسترالي شابة بعض من الخسائر خلال الأسبوع دفعته للهبوط إلي 0.9114 دولار بعد أن أظهرت بيانات ان الميزان التجاري فى استراليا سجل عجزاً لأول مرة في الستة أشهر الأخيرة فضلا عن وذلك على خلفية قرارات البنك المركزي الاسترالي لشهر سبتمبر بالإبقاء علي السياسات النقدية دون تعديل ،عند 2.5 % بعد ان خفضها خلال شهر أغسطس ، فضلا عن بيانات قوية فى الصين أكبر شريك تجاري للاقتصاد الاسترالي ،أظهرت نمو قطاع الصناعات التحويلية بأعلى وتيرة فى 16 شهر.
الين يتصدر مشهد التراجع أمام الدولار
وعلي الجهة المقابلة سجل أداء الدولار تباينا ملحوظا أمام كلا من الفرنك والدولار الكندي والين ، لتصل نسبة ارتفاعه أمام الفرنك 0.54% بإغلاق بلغ 0.9375 فرنك ، في حين تراجع الدولار علي نحو طفيف امام نظيرة الكندي بحوالي 0.05% مسجلا 1.0406 دولار كندي ، وأخيرا حقق العملة الخضراء " الدولار " مكاسب أسبوعية علي حساب الين بلغت 0.73% من خلال إغلاق مرتفع عند 99.09ين مقابل 98.37ين في تعاملات اسبوع سابق، وذلك في ظل اشتباك زعماء أكبر اقتصاديات العالم في اجتماع مجموعة قمة العشرين ، حيال التهديدات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى القضية السورية التي أدت إلى انقسام الأعضاء بين المؤيد و المعارض للضربة العسكرية على سوريا .
فضلا عن مناقشة أثر المخاطر المتعلقة بسحب البنوك المركزية للسياسات التيسيرية من الاقتصاديات في الوقت الحالي وركاكتها و عدم شفائها بالكامل من ازمة الديون السيادية .
كما قادت القرارات الصادرة عن المركزي الياباني لشهر سبتمبر موجة تراجع الين لصالح الدولار حيث نجح الدولار في كسر حاجز 100 ين للمرة الأولي من25 يوليو ، بعد أن أبقي علي أسعار الفائدة عند منطقة صفرية بين 0.0% و 0.10% ،وثبت برنامج شراء السندات الحكومية عند 700 مليار ين أي ما يعادا 70 مليار دولار شهرياً.
ويذكر أن من أهم أسباب ارتفاع الدولار أمام أغلب العملات خلال الأسبوع تباطؤ الطلب على أدوات الملاذات الآمنة وعلى رأسها الين في ظل مؤشرات تعافى الاقتصاد العالمي ،بالإضافة إلى الشكوك التي تحيط بالضربة العسكرية التي تحضر لها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.
|