علي مدار خمسة أيام من التداولات بسوق العملات "فوركس" شهدت العملة الرئيسية " الدولار الأمريكي" تراجعا قويا أمام جميع منافسيها من العملات الأخرى وعلي رأسها الجنيه الإسترليني الذي يعد المستفيد الأكبر من انخفاض الدولار علي أثر انحسار المخاوف بشأن ضرب سوريا والشكوك في قدرة الاقتصاد العالمي في التعافي ، فضلا عن مكاسب أسبوعية لكلا من اليورو والاسترالي والين والفرنك السويسري والدولار الكندي.
فقد قفزت العملة البريطانية " الإسترليني " علي نحو قوي في مواجهه الدولار الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة محققا مكاسب أسبوعية بلغت نسبتها 1.54% من قيمته ليصل أخر إغلاق لها الجمعة عند 1.5870دولار مقابل إغلاق سابق عند 1.5629دولار ، يذكر ان الإسترليني نجح في الصعود لأعلي مستوياته في سبعه أشهر عند 15883 دولار أمس الجمعة.
جاء ذلك بفعل المؤشرات الاقتصادية القوية بالفترة الأخيرة وهو ما يعزز التكهنات في أسواق المال بأن يرفع بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة أسرع من المتوقع ،أظهرت البيانات انخفاض معدل البطالة وتراجع طلبات إعانة البطالة بأفضل من التوقعات، لتعكس ذلك مدي التحسن في الاقتصاد البريطاني لرفع عملته عاليا مستغلا انحسار قوة الدولار الأمريكي.
احتلت العملة الأوروبي الموحدة" اليورو" المرتبة الثانية من حيث مكاسبها أمام الدولار الأمريكي خلال الأسبوع فقد ارتفعت بنسبة 0.88% مستفيدة من فقدان الدولار الأمريكي لجاذبيه بالسوق وتراجع الإقبال علي العملات منخفضة العائد التي تسمي بعملات "الملاذ الآمن " واللجؤ إلي العملات مرتفعة العائد علي رأسها اليورو والإسترليني، بعد أن شهد السوق انحسار لحاله القلق بشأن احتمالات قيام أمريكا وحلفاؤها بضربة عسكرية علي سوريا لإسقاط نظام الأسد بعد أنباء عن استخدام الكيماوي في قتل معارضيه والمدنيين.
حيث بلغ أخر أغلاف لليورو الأوروبي أمام الدولار 1.3292دولار مقابل سعر أخر تعاملات اسبوع سابق 1,3177، كما حقق العملة الأوروبية أعلي قيمة لها بالسوق في أسبوعين عند 1.3323دولار في يوم 12 سبتمبر الجاري.
فشل الدولار الأمريكي علي مدار الأسبوع الاحتفاظ بمستواه المرتفع عند حاجز 100 مقابل العملة اليابانية " الين" حيث سيطرة موجه من الخسائر علي العملة الرئيسة منذ بداية الأسبوع حيث تصدر المشهد فوز طوكيو بحق تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية 2020 علي غريمتها تركيا ، تلتها بيانات اقتصادية اقل من المتوقع للاقتصاد الأمريكي جاءت لدعم للعملات المنافسة له بما فيه الين الذي ارتفع أيضا بفعل بيانات ايجابية عن الاقتصاد الياباني,
ليفقد الدولار الأمريكي نحو 0.71% من قيمته لصالح الين الياباني خلال الأسبوع مغلقا عند سعر 99.29 ين بعد أن أنهي تعاملات اسبوع سابق عند سعر 100 دولار ، بينما حققت العملة الرئيسة أعلي مستوياته أمام الين منذ 21 يوليو الماضي عند 100.60 ين في منتصف تعاملات الأسبوع وتحديدا يوم 11 سبتمبر .
وفي نفس السياق انخفضت قيمة الدولار أيضا لصالح كلا من الفرنك السويسري والدولار الاسترالي والكندي أيضا مسجلا نسبة انخفاض بلغت 0.86% و0.53% و0.54% علي التوالي، حيث أثرت البيانات الضعيفة الأمريكية عن مبيعات التجزئة والبطالة وارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية علي قيمة العملة الرئيسة ، واستمرار التكهنات بشأن تقليص برنامج التحفيز الأمريكي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في أقرب وقت .
وعن الاقتصاد الاسترالي فقد أظهرت بيانات ارتفاع معدل البطالة لتعزز من صعود العملة في موجهه نظيرة الأمريكي جاءت البيانات صينية لتظهر تحقيق الميزان التجاري الصيني لفائض خلال شهر أغسطس والصين هي الشريك التجاري الأكبر للاقتصاد الاسترالي، ليغلق الاسترالي عند 0.9238دولار أمريكي مقابل إغلاق سابق عند 0.9189دولار .
وعلي الجانب الأخر أغلق الدولار أمام الفرنك عند مستوي 0.9294فرنك بعد أن هبطن لأقل سعر له منذ أخر أغسطس الماضي عند 0.9269فرنك ، وحقق الدولار أيضا إغلاق متراجع أمام الدولار الكندي عند 1.0349 دولار كندي نزولا من 1.0406 دولار في إغلاق سابق ، بينما بلغت العملة أدني مستوي منذ منتصف أغسطس عند 1.0304دولار .
|