أعلن حزب البيت المصري عن رفضه للتصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن المعونة والتي تناقضت حول وقفها أو استمرارها، جاء ذلك فى إطار الابتزاز الذى لا هدف له إلا الضغط من أجل بقاء مصر داخل إطار التبعية والهيمنة.
ودعا الحزب الحكومة في بيان له اليوم الخميس لاتخاذ رد فعل قوى تؤكد فيه أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وأن شعبها قادر على بناء مستقبله ودولته باعتماد على موارده فقط موضحين أن أول طريق الاستقلال الوطنى هو وقف المعونة الأمريكية.
وقال البيان انه إذا كانت المساعدات العسكرية الأمريكية تبلغ 1,3 مليار دولار والمساعدات المدنية نحو 250 مليون دولار فإن المجموع يصبح 1,55 مليار دولار أي نحو11 مليار جنيه مصري أي نحو نصف في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المصري المقدر بنحو 2050 مليار جنيه مصري وإذا قورنت المعونة الأمريكية بالناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمصر المحسوب بالدولار وفقا لتعادل القوى الشرائية بين الدولار والجنيه والبالغ 505 مليار دولار وفقا لبيانات البنك الدولي فإنها لا تزيد عن 0,3% من هذا الناتج بما يعني أن مصر تستطيع بكل بساطة أن تستغني عن هذه المعونات دفعة واحدة انتصارا لاستقلال قرارها الوطني ولكرامتها كدولة قائدة إقليميا إذ لا توجد دولة مستقلة وقائدة في إقليمها مثل مصر تتلقى معونات سنوية منتظمة من دولة أخرى تقف دائما في صف أعدائها.
وأضاف أن الحكومة المصرية في ميزانيتها الأخيرة التي وضعتها حكومة الرئيس السابق محمد مرسي قد وضعت 113 مليار جنيه كدعم للطاقة والكهرباء، يذهب ربعها على أقصى تقدير إلى الفقراء والطبقة الوسطى وهو الجزء الذي ينبغي أن يبقى كما هو بينما يذهب أكثر من ثلاثة أرباعها إلى الأثرياء والرأسمالية الأجنبية والمحلية الكبيرة التي تبيع إنتاجها بأعلى من الأسعار العالمية وتحصل الشركات الأمريكية العاملة في مصر من هذا الدعم على مبلغ سنوي يزيد عما تحصل عليه مصر من معونة أمريكية هزلية ومسمومة تسلب واشنطن من خلالها استقلال مصر ولو ألغت مصر دعم الطاقة للأثرياء والرأسمالية الكبيرة الأجنبية والمحلية لأمكنها توفير أكثر من سبعة أمثال مبلغ المعونة الأمريكية أو ما يعادل ضعف قرض صندوق النقد الدولي ومبلغ المعونة الأمريكية معا.
والحقيقة أن الولايات المتحدة كانت تسترد باليسار ما تقدمه لمصر باليمين وذلك من خلال استخدام أموال المعونات في تخصيص مبالغ كبيرة لبرامج التدريب لدى الولايات المتحدة أو من خلال مدربيها ومن خلال تمويل استيراد سلع أمريكية متنوعة وبالذات القمح بأسعار مرتفعة وبجودة أقل ومن خلال قصر تنفيذ المشروعات الممولة من الولايات المتحدة على الشركات المصرية والأمريكية
من أجل كل ذلك نعلنها لحكومتنا وللأمريكيين وللعالم كله أننا لن ننتظر أي موقف أمريكي باستمرار أو تجميد أو إيقاف المعونة الأمريكية المسمومة، بل يجب أن ننهي نحن عار هذه المعونة الأمريكية المسمومة وأن نعلن استغنائنا عنها مرة واحدة وللأبد فاستقلالنا السياسي والاقتصادي الوطني أغلى من أي معونة واعتمادنا على مواردنا ومنع نهبها أكرم لنا وأعلى عائدا فمصر القائدة في وطنها العربي وقارتها الإفريقية وعالمها مصر التي تملك ميراثا حضاريا وتحرريا يفوق ما عداها، لهي قادرة على تحقيق التنمية والعدالة والقوة والمنعة بالاعتماد على ذاتها ومقدراتها وشعبها العظيم.
|