يتوقع الخبراء تراجع حجم الانفاق الاعلانى فى منطقة الشرق الأوسط بنسبة 3.7% (بما يعادل 150 مليون دولار أمريكي) خلال العام الحالي، نظرًا لحالة الاضطراب السياسى التى تعيشها المنطقة.
ويرجع التراجع المتوقع فى سوق الاعلام، إلى جمود السوق بمصر، والمتوقع أن يكون عاملاً رئيسيًا وراء الانخفاض المتوقع فى صناعة الإعلان بالمنطقة والتى يصل حجمها إلى 4 مليارات دولار، حيث تعد مصر أكبر سوق للإعلانات الفردية بالمنطقة، وفقا لأرقام العام الماضى من مركز "Pan Arab Research Centre".
ورغم وجود بعض التوقعات التى تشير إلى أن حالة الاضطراب السياسى بالمنطقة تعنى تراجعًا فى الانفاق الاعلانى بنسبة 10% أو أكثر، إلا أن أحد رؤساء شركات الدعاية والاعلان توقع أن يكون هناك ارتفاعًا بنسبة متواضعة ستتراوح بين 3 و5%.
وخلصت التوقعات إلى توقعات بتراجع الانفاق الاعلانى بنسبة 3.7% فى المتوسط، بما يشكل انخفاضًا فى الايرادات بحوالى 150 مليون دولار، وفقًا للمسح الذى أجرته صحيفة الوطنى بأبوظبي.
من جهته ، توقع "طارق مكناس" رئيس وكالة "FP7" للدعاية والاعلان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن التراجع سيدور حول نسبة 10%، معربًا عن أنه لن يتفاجأ إذا تخطت نسبة التراجع ذلك الحاجز، لاسيما أن هناك حالة من القلق العام تسود المنطقة.
أما "رضا رائد" رئيس العمليات بمنقطة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فى وكالة إعلان "TBWA\RAAD"، فقد توقع أن يكون تراجع الانفاق الاعلانى بالمنطقة أكثر حدة، فى ظل الوضع الحالى بمصر وشمال افريقيا، متوقعًا أن تتراوح نسبة الانفاق الاعلانى بين 10 و15%.
وأشا إلى أن سوق الاعلان فى مصر تشهد تراجعًا حادًا خلال شهر يناير المنصرم، منذ بداية ثورة 25 يناير والتى قادت فى النهاية إلى تنحية الرئيس المصرى السابق "محمد حسنى مبارك" عن الحكم فى 11 فبراير الماضي، وتم تسليم قيادة البلاد إلى المجلس العسكري.
وسادت حالة من الاضطراب والتوتر السياسى أرجاء عدة من الشرق الأوسط، بقيادة "تونس" و"مصر"، حيث قادت الثورة بالأولى إلى خلع الرئيس التونسى السابق "زين العابدين بن علي" فى 15 يناير الماضى وتنحى الرئيس المصرى الأسبق كذلك عن الحكم فى 11 فبراير المنصرم، لتتسع رقعة الاحتجاجات المناوءة لأنظمة الحكم فى كل من "الجزائر" و"البحرين" و"إيران" و"عُمان" و"سوريا" و"اليمن".
ولفت "إلى خوري" الرئيس التنفيذى لوكالة "Omnicom Media Group"-الشركة الأم لشركتى "OMD" و"PHD" والمتحكمة بنسبة تتراوح بين 15 و20% من حجم الانفاق الاعلانى بالمنطقة- إلى أن الانفاق الاعلانى فى مصر شهد تراجعًا بنسبة 50% خلال الربع الأول من العام الحالي، ولكن الأمور تعود حاليًا إلى سيرتها الأولي، مضيفًا أن القائمين على صناعة الاعلان يرقبون الوضع على أن هناك تراجعًا فى حجم الانفاق الاعلانى بنحو 20% خلال 2011 مقارنة بعام 2010.
فى الوقت ذاته، توقع "خوري" أن تشهد سوق الاعلان فى دول مجلس التعاون الخليجى الست "GCC" ارتفاعًا بنسبة 5% خلال العام الحالي، ما سيساعد شركات الاعلان التى تعمل بالمنطقة على تعويض خسائرها فى السوق المصرية ومن ثم لن يكون هناك تراجع فى حجم الانفاق الاعلانى خلال العام الحالى ككل بالنسبة لوضع منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بشكل عام.
وهو نفس الرأى الذى تبناه "رجا طراد"، الرئيس التنفيذى لشركة "ليو بورنيت Leo Burnett" فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ليظل حجم الانفاق الاعلانى عن عام 2011 بأكمله ثابتًا مقارنة مع العام الماضي.
|