قال رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور إن مصر تمضى بخطى واثقة فى تنفيذ خارطة المستقبل بإرادة وعزم ثابتتين على الرغم من جسامة التحديات، ونحن مقبلون خلال الأسابيع القادمة، على إجراء استفتاء عام، لنبنى دستور عصرى يجسد إرادة شعب مصر ويحمى حقوقه ويصون حرياته، وسيلي هذه الخطوة إجراء الانتخابات التشريعية فالرئاسية فى غضون بضعة أشهر، حتى يستكمل الشعب بناء الإطار المؤسسى الجديد للدولة المصرية، ولتواصل مصر انطلاقها بكل ثقة واعتداد على دروب الحرية والديمقراطية والتنمية بناء على الإرادة الحرة لشعبها وخياراته المستقلة.
وأكد منصور، في كلمته أمام القمة العربية ـ الإفريقية الثالثة بالكويت، أمس "الثلاثاء"، أن مصر العربية الإفريقية هوية وجذورا، والتى كانت من بين مؤسسى المنظمتين العريقتين، جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية، لتعتد بدورها فى استضافة أول قمة عربية إفريقية فى عام 1977 بالقاهرة، وضعت اللبنات الأولى لإقامة هذا الصرح، وأرست ركائز التعاون بين الدول العربية والإفريقية لتعظيم العائد من الفرص ولمواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف أن مصر تنظر باعتزاز إلى ما تحقق عبر مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات من أجل مصالح شعوبنا ودفاعاً عن قضاياها، وسنستمر فى جهودنا المشتركة على هدى المبادئ والمثل التى صاغها الآباء المؤسسون والقادة التاريخيون العرب والأفارقة الذين أرسوا دعائم التضامن فيما بيننا.
وأشار منصور إلى أن مصر تتطلع لمرحلة قادمة من التعاون العربى الأفريقى، برعاية الكويت الشقيقة، تشهد تحقيق المزيد من طموحات وآمال شعوبنا، وفقاً للإستراتيجية التى أقرتها قمة سرت، وخطة العمل للأعوام من 2011 إلى 2016.
وأشاد رئيس الجمهورية المؤقت بجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى فى إعداد تقريرهما المشترك،والذى يستعرض ما تم إنجازه من خطوات بناءة لتدعيم التعاون بين دولنا، كما يكشف الفجوة التمويلية التى تواجه خططنا، ويبرز الحاجة لتفعيل آليات متابعة تنفيذ البرامج المشتركة.
وشدد منصور على أن مصر مصر تدعم الجهود الرامية لتوفير مصادر تمويل البرامج والمشروعات المدرجة فى إطار إستراتيجية المشاركة العربية الأفريقية، وتسلط الضوء على أهمية الدور الذى يمكن أن تسهم به المشاركة بين القطاعين العام والخاص فى هذا الخصوص، كما تضع مصر كافة إمكاناتها البشرية والفنية وما تملك من خبرات للمساهمة مع أشقائها فى تنفيذ تلك الخطط.
وقال الرئيس في كلمته ان مصر تضع كافة إمكاناتها البشرية والفنية وما تملك من خبرات للمساهمة مع أشقائها فى تنفيذ تلك الخطط .
وأوضح ان مصر تبنت مشروعاً قومياً عملاقاً لتنمية منطقة قناة السويس، على أسس وطنية، بما يحمله من فرص واعدة لجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، وما يحققه من جذب للصناعات التكاملية والأنشطة الخدمية، تعم ثمارها المنطقتين العربية والأفريقية، وتتيح للأجيال القادمة متطلبات التنمية المستحقة.
وأكد الرئيس أن مصر لم تتوان أبدا عن تقديم المساعدات لمساندة عمليات التنمية فى الدول الشقيقة، والتى تتخطى فى المتوسط حاجز الخمسمائة مليون جنية سنوياً لأفريقيا وحدها، فضلاً عن الدعم ونقل الخبرات فى المجالات الفنية، وكذلك المساهمات المصرية فى مجال حفظ السلام وتدعيم الاستقرار.
وكشف منصور ان مصر قررت إنشاء الوكالة المصرية للمشاركة من أجل التنمية، والتى يجرى اتخاذ الخطوات اللازمة لبدء أنشطتها قريباً، ونأمل فى أن تعزز الوكالة الجديدة جهود مصر للتعاون مع أشقائها، لاسيما فى أفريقيا، فى نقل الخبرات وبناء القدرات فى المجالات التنموية المختلفة.
وقال إن مصر تقترح إنشاء شبكة عربية أفريقية للتنمية، تعمل على تحقيق الربط وتنسيق الجهود بين مختلف الصناديق والآليات التنموية العربية والأفريقية. وترحب مصر، إذا ما لاقى المقترح قبولكم، باستضافة الاجتماع الأول للشبكة، لوضع أسس التعاون بين هذه الصناديق والآليات، وإقامة قاعدة بيانات حول الاحتياجات التنموية لشعوبنا، تنطلق منها مجموعة من الأنشطة والبرامج المشتركة فى المجالات المختلفة، حيث أن تراكم التحديات التى نواجهها على صعيد التنمية، والتى تتجاوز ما هو متاح من قدرات لدى كل طرف بمفرده، ليدعو إلى تضافر الجهود وحشد كافة الإمكانات المتاحة، وفقاً لرؤية مشتركة، تعظيماً للفوائد المرجوة.
وأوضح أن الدول العربية والأفريقية حققت إجمالاً معدلات نمو تفوق متوسط معدل النمو العالمي، كما أن مجتمعاتها أكثر شباباً من سواها، وهؤلاء الشباب هم ذخر الحاضر وأمل المستقبل، ويجدر بنا أن نجتهد لتمكينهم من التفاعل بالشكل الأمثل مع أدوات العصر، والاستفادة من آفاق المعرفة، والوسائل الحديثة للاتصالات وتداول المعلومات بما لها من تطبيقات عدة فى مجالات التدريب والتعليم وتبادل الخبرات، حققت فيها دولنا ومن بينها مصر إنجازات هامة، أدعو إلى تكثيف التعاون فى هذا المجال وثيق الصلة بالتنمية وتمكين الشباب، بما يلبى طموحهم فى تبوء المكان الذى تستحقه بلادهم بين أمم العالم.
وأشار الي النظام الدولى ما زال يعانى من الاختلال وازدواجية المعايير..ولذا، فإننا مطالبون أكثر من أى وقت مضى بالتمسك بالمواقف الموحدة التى تستند إلى الحق والعدل، حيال العديد من القضايا المصيرية لدولنا ومن بينها خلق منظومة دولية أكثر عدالة وديمقراطية، من خلال إصلاح المنظومة الدولية بما يحفظ حقوق شعوبنا ويرعى مصالحها، خاصة فيما يتعلق بمجالات التجارة والتغير المناخى ودرء الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية الدولية.
ودعا إلى استكمال جهود إخلاء الفضاء العربى والأفريقى من السلاح النووى وكافة أسلحة الدمار الشامل والتى تمثل معاهدة "بلندابا" خطوة هامة لنجاحها.
واستطرد منصور في كلمته الي القضية الفلسطينية مشيرا الي انها تبقي كما كانت دوماً، نموذجاً حياً للتضامن العربى الأفريقى دعماً لنضال الشعب الفلسطينى من أجل الحرية والاستقلال الوطنى ونيل حقوقه المشروعة، بما فى ذلك إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم الرئيس كلمته بقوله: أتطلع للمشاركة فى المناقشات المهمة التى ستشهدها قمتنا اليوم، والتى أثق فى أنها ستفضى إلى بلورة رؤية متطورة وواضحة لآفاق التعاون العربى الأفريقى اتساقاً مع شعارها (شركاء فى التنمية والاستثمار)، مدفوعة بإرادة سياسية صلبة للخروج بقرارات تلبى الطموحات المشتركة لشعوبنا، وللعمل على توفير عيش كريم وحياة آمنة لشبابنا وللأجيال القادمة.
|