قال وسام فتوح أمين المصارف العربية علي هامش المؤتمر السنوي للمصارف العربية المتزامن مع احتفال الاتحاد بمرو 40 عاما علي تأسيسه قبل نحو اسبوع، إن الولايات المتحدة الامريكية تحاول سن تشريعات تتعلق بسير الاموال القادمة اليها، وطريق التعامل مع المصارف في دول العالم، فمن المقرر ــ حسب فتوح ــ ان تمتنع البنوك الامريكية عن اجراء عمليات مصرفية لصالح بنوك صغيرة في المنطقة.
وأشار فتوح إلى أن القرار الأمريكي يرجع إلي رغبة الأمريكان في معرفة العمليات المصرفية، وقصرها علي البنوك الكبرى، والسبب المعلن في وقف التعامل مع البنوك الصغرى هو توفير النفقات المالية المصروفة على البنية التحتية لتلك البنوك، بالمقارنة بالعوائد المحققة من جراء تلك العمليات.
وحول انعكاس امتناع البنوك الامريكية من تنفيذ بعض العمليات للبنوك في المنطقة، قال وسام إن البنوك قد تلجأ إلي مراسلين لكن التكلفة سوف تزيد، وهو ما يؤدي إلي ارتفاع اسعار السلع والخدمات "ربحية البنوك قد تتراجع، والعملاء قد يتحملون جزءا من تكلفة امتناع المصارف الامريكية عند تنفيذ عمليات لصالح بنوك تعمل في المنطقة" ــ تبعا للفتوح.
واضاف فتوح ان قرار الامريكي الجديد التي تحاول المصارف العربية التعاطي معه بشكل يحد من مخاطره، يأتي كثاني قرار امريكي بعد قانون الضرائب الامريكي "الفاتكا" كالزام البنوك العالم للتعامل به.
وقال فتوح ان المصارف العربية مازالت تحقق ربحية باستثناء البنوك السورية التي لا توجد معلومات توضح حقيقة الارقام الحالية وسط وضع سياسي صعب.
توقع وسام فتوح الامين العام للمصارف العربية تحقيق البنوك العربية زيادة في اجمالي الاصول بنحو 4 تريليونات دولار بنهاية العام الحالي 2013 مقارنة بنحو 2.6تريليون بنهاية 2012،مستندا إلي تقارير تحليلية تصب في تحقيق تلك الزيادة.
وقال فتوح ان سلامة اقتصادات البنوك تفوقت علي سلامة اقتصاد المنطقة، خاصة في دول الخليج التي ساهمت بشكل كبير في احداث تلك زيادة.
واكد فتوح تحقيق المصارف العربية نسبة نمو تصل إلي 8% خلال الفترة الحالية، واشار فتوح إلي ان الاعمار والانشاءات قطاعات مستهدفة للتمويل خلال الفترة المقبلة، في ظل صعوبات تواجه قطاع السياحة.
"التحولات الخارجية إلي دول مثل لبنان ومصر، كانت لها اثر جيد في عمل البنوك خلال الفترة الماضية" قال فتوح. مؤكدا وجود صعوبات كبري تتعلق بتوقف انشطة اقتصادية رئيسية مثل السياحة، وهو ما كبد اقتصاديات عدة دول خسائر كبيرة" ــ تبعا لفتوح.
وقال فتوح ان الاتحاد يعمل علي اكثر من مسار لوضع البنوك العربية بما يليق بها، مؤكدا ان مجموعة العمل المالي "الفاتف" طلبت مؤخرا من اتحاد المصارف المشاركة في توصيات جديدة تعكف علي صياغتها وتتعلق بالعمل المصرفي العالمي.
وقال فتوح ان توصيات "الفاتف" الجديدة المقرر ان تعمل المنظمة الدولية عليها تتعلق بالمخاطر ومكافحة الاموال غير الشرعية.
ويعمل اتحاد المصارف العربية ــ حسب فتوح ــ علي ايجاد حلول للمشكلات تتعلق بالعمل المصرفي خلال الفترة المقبلة في ظل تغيير في سياسات بعض الدول وتغيير في تشريعاتها القانونية.
ويعكف اتحاد المصارف العربية وفقا لفتوح بالتعاون مع البنك الدولي علي وضع دراسة لتمويل المشروعات الصغيرة في الدول العربية، كان البنك الدولي قد اعد دراسة حول نفس الموضوع اشارت إلي تدني فرص التمويل الموجهة إلي المشروعات الصغيرة في دول المنطقة، ولا يزيد في مصر علي 5% من قيمة التمويل المطلوب.
وتوقع فتوح ان يحصل قطاع تمويل المشروعات الصغيرة علي جزء كبير من محافظ التمويل في المنطقة العربية قد يصل إلي نحو 10% من التمويل الممنوح منها الفترة المقبلة.
وارجأ اتحاد المصارف العربية فكرة تأسيس مفوضية مصرفية عربية في ظل معوقات، تواجه الانشاء رغم دراسات حول الموضوع تمت بين الاتحاد والوحدة الاقتصادية بالجامعة العربية.
"تحسن الوضع السياسي الراهن الفترة المقبلة للعودة إلي الربحية والنمو في المنطقة، خاصة في الدول العربية التي شهدت تغيرات سياسية" ــ قال فتوح.
ويعمل اتحاد المصارف العربية الفترة المقبلة ــ حسب فتوح ــ علي مساعدة المصارف العربية في فتح قنوات مع المؤسسات الدولية، خاصة وان الاتحاد اصبح من الجهات التي تؤخذ في الاعتبار عند وضع قرارات دولية مالية.
|