وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قرار مصر بطرد السفير التركى وتخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا إلى قائم بالأعمال، بأنه يمثل تدهورا أكبر فى العلاقات المصرية مع دولة إقليمية تسعى إلى زيادة نفوذها الإقليمي، وواحدة من أبرز حلفاء الإخوان فى مصر.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها بثته فى موقعها على الانترنت، اليوم الأحد، إلى أن تركيا اتخذت خطوات مماثلة، وأن تصريحات رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان أمس لم تنم عن اعتذار، ونوهت الصحيفة إلى أن العلاقات بين البلدين بدأت فى التدهور قبل عدة أشهر وذلك بعد أن أرسى أردوغان علاقة قوية مع "مرسي" القيادى بجماعة الإخوان المسلمين فى إطار مساعى أكبر من أردوغان لقيادة إقليمية.
وأشارت إلى أن اردوغان أصبح عقب سقوط نظام الإخوان واحداً من اكثر المنتقدين لثورة 30 يونيو، لافتة الى ان مصر لم تقطع بشكل كامل علاقاتها مع تركيا لكنها خفضت علاقاتها الى مستوى القائم بالأعمال وهو ما يعد مؤشرا آخر على ان البلاد تغير سريعا من سياستها الخارجية منذ تغيير السلطة فى البلاد، حيث يسعى المسؤولون فى مصر لاقامة تحالفات جديدة.
وأضافت الصحيفة أن ظهور الخلافات داخل إدارة أوباما بشأن السياسة حيال مصر إلى العلن، تسبب فى تغيير لهجة أمريكيا مع مصر، كما تضمنت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية جون كيرى هجوماً على الإخوان.
وقالت الصحيفة، بالنسبة لتركيا، فان هذه الازمة الدبلوماسية تعتبر دليلا آخر على المساعى المتعثرة من أردوغان من أجل النفوذ الإقليمي، والتى اعتمدت على ترسيخ تحالفات تركيا مع الحركات الإسلامية، ومن بينها تلك الموجودة فى ليبيا وسوريا ومصر.
ومع انحدار سوريا وليبيا بشكل اكبر نحو الفوضى، فضلاً عن سقوط حكم الإخوان فى مصر، يتعين على المسؤولين الأتراك اتباع نهج أكثر واقعية يركز على المصالح الاقتصادية، ويكون أكثر اتساقا مع سياسة الحكومة القائمة منذ فترة طويلة وهى عدم اثارة المشاكل مع الجيران.
|