مؤشرات الأداء الاقتصادي غير مطمئنة إلي الآن.. وأننا موشكون علي مواجهة كارثة إذا واصلت تلك المؤشرات هذا الأداء الخافت الذي لا يرقي إلي حيوية الزخم الثوري هذا ما يترد حالياً حتي في أوساط المسئولين التنفيذيين الذين تسلموا مهام عملهم وهم يعتقدون أن المسئولية الوطنية تستدعي طموح التحدي وأن عليهم ربح هذه الجولة الانتقالية من أجل مصر مهما كانت تضحياتهم الشخصية.. فهل حدث أي تغيير وبات علينا الإعتراف بصعوبة المهمة والاستسلام للمقادير التي شاءت أن تندلع الثورة بينما نحن لم نعد أنفسنا لمواجهة التداعيات الاقتصادية المحتملة لها؟!
لا مجال للاستسلام بحال من الأحوال, بل والأهم من المقاومة الصوتية لتباطؤ النشاط الاقتصادي في البلاد أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي أخذت في الظهور والتي يمكن رصدها دون مبالغة.
أبرز هذه المؤشرات هو عودة البورصة إلي الحياة قبل أيام قليلة رغم المخاوف التي كانت تحيط بعودتها, والتي لازال بعضها قائمًا إلي الآن, ومع ذلك فإن استئناف عمليات التداول بها حقق العديد من المكاسب حيث حافظ ذلك علي بقائها ضمن أسواق المال الناشئة المدرجة علي مؤشرات مورجان ستانلي العالمية بما لهذا الوضع من أثر إيجابي علي تدفق الاستثمارات المالية إلي البورصة, كما أن أداء هذه الأخيرة علي مر جلسات التداول التي انعقدت حتي الآن يشير إلي تماسك نسبي ودخول استثمارات جديدة لبناء مراكز داخل البورصة لدورة جديدة بعد أن جربت ذلك في الجلسات السابقة وجاءت النتائج مثمرة وهو ما يجعل البورصة محور اهتمام وجذب للمستثمرين الأجانب والمحليين في الفترة المقبلة.
ثانيا: تصاعد اهتمام الحكومة بتنمية الاستثمارات في القطاعات سريعة الدوران وكثيفة العمالة ورأس المال, كما تمثل ذلك في استثمارات قطاع الغاز التي أعلنت عنها الحكومة قبل أيام وبلغت تقديراتها نحو 11 مليار دولار, إضافة إلي التحرك الملحوظ علي صعيد قطاع التشييد والبناء, فيما يخص المشروعات العقارية التي يمكن أن تشارك بها كبريات الشركات المحلية سواءًا في الداخل أو في الخارج, حيث تتزايد الفرص المتاحة بأسواق السودان والكويت وقطر ولاحقًا ليبيا وغير من دول المنطقة.
ثالثاً: تزايد مساحة الوعي من جانب الإنتلجينسيا والقوي السياسية المختلفة بأهمية الإنقاذ الاقتصادي, حتي أن الخطاب الجماهيري لجماعة مثل جامعة الإخوان المسلمين صار يعطي مساحة كبيرة لهذا الهدف, حتي أن هناك لافتات وشعارات تم رفعها بالشوارع تعلي من قيمة العمل جانبًا, وهو ليس التيار الوحيد الذي يتبني هذا التوجه, ولكنه ربما يكون أحدث من رفع هذ الشعارات في محاولة لقطع الطريق علي المطالب الفئوية التي تهدف إلي تعطيل العمل.
رابعًا تلاحظ تحسن مشجع في معدلات تدفق السائحين إلي المقاصد السياحية التقليدية علي ساحل البحر الأحمر في الغردقة تحديدًا التي شهدت تدفق نسبي للسائحين الروس أهم شرائح رواد هذه المناطق في السنوات الأخيرة, مما يسمح بالتفاؤل حول تحسن وضع التدفقات الرأسمالية القادمة من هذا القطاع.
خامسًا: تردد بعض الأنباء عن وجود استثمارات عربية تستعد لدخول السوق في الفترة المقبلة وتنتظر إشارات الاستقرار لتبدأ رحلة العودة.
هذه المؤشرات مجتمعة تؤكد أن لا مجال للتشاؤم, وأن علينا العمل بجد لأن ثمة ضوء مبهر ينتظرنا في نهاية النفق.. لأن الشعب إذا أراد يومًا الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
|