أكد ريتشارد بانكس، مدير مؤسسة "يوروموني"، أن الاقتصاد المصري بحاجة إلي فتح حوار عام وشفاف مع المستثمرين المحليين والعالميين، لاستعادة الثقة، خصوصا بعد التغيرات التي طرأت هناك وتم علي أثرها رفع بعض القضايا علي مستثمرين أجانب وخليجيين.
وكشف بانكس، في حوار مع جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، أنه وجه بعض النصائح للمسئولين في مصر أثناء زيارته الأخيرة لها خاصة فيما يتعلق ببناء الاقتصاد، والتي كان أولها في أغسطس الماضي، هو ضرورة الحديث إلي الشعب، لأنه يجب من الحديث وإجراء حوار مع المستثمرين والممولين المحليين والعالميين وتقديم صورة واضحة للمشهد علي الأرض في مصر.
واستطرد: عايشت التغيرات التي طرأت علي مصر من ثورة يناير و30 يونيو، والمؤسف أنه لم يكن هناك صوت حقيقي في مصر كي يتحدث إلي وسائل الإعلام العالمية، وكان نشر مشاهد العنف هو الطاغي علي الساحة الإعلامية.
وأوضح أن الشيء الآخر الذي ينبغي علي الحكومة المصرية إتباعه بشكل عاجل هو ما يجري في المحاكم، فهناك دعاوي قضائية ضد رجال الأعمال وضد الاستثمار، لا سيما المتعلقة ببرامج الخصخصة التي حدثت علي مدي السنوات الخمس الماضية، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يكرهه المستثمرون، وهو أن تكون استثماراتهم غير آمنة من الناحية القانونية، أو أن تواجه مشكلات قانونية.
وحول تقييمه لبيئة الأعمال في مصر في الوقت الراهن، قال مدير مؤسسة "يوروموني"، إنها ليست مثالية، لكنها في تحسن، رغم أننا لم نقم بتحليل فني لأن هناك كثيرين ممن يقومون بهذا، وأعتقد أن أفضل ما يمكنك قوله عن مصر هو ما حدث يوم الجمعة الماضي من رفع مؤسسة «ستاندرد آند بورز» التصنيف الائتماني لمصر، ربما لا يزال التصنيف منخفضا لكن المغزى من ذلك هو أن الزخم يتصاعد، وأنها في طريقها إلي العودة بشكل سريع إلي ما كانت عليه في السابق، خصوصا مع استكمال خارطة الطريق المطروحة هناك.
ورجح أن يكون قطاع السياحة هو القطاع الأكثر حيوية الذي يمكنه المساهمة في تنشيط الاقتصاد، مضيفا أعني مصر لديها أربعة مصادر رئيسة للعملة الأجنبية: تحويلات المصريين العاملين في الخارج، وقناة السويس، وفي وقت سابق كان الاستثمار الأجنبي المباشر (الاستثمارات الأجنبية المباشرة)، لكن الأكثر أهمية حتي الآن هو السياحة، فمصر تتمتع، من حيث المبدأ علي الأقل، بمنتج سياحي جذاب للغاية، سواء في المناطق الساحلية للبحر الأحمر أو الآثار الفرعونية، إن مصر بحاجة ماسة الآن إلي تطوير البنية التحتية السياحية للتماشي مع تلك السوق، ومن خلال الاستقرار السياسي يمكن أن تعود مصر إلي سابق عهدها، فمصر تمتلك منتجا قويا وتنافسيا إلي حد بعيد، فالسياحة في مصر مستمرة طوال العام علي عكس تركيا التي تقوم فيها السياحة علي السياحة الموسمية بشكل كبير، كما أن مصر تمتلك سجلا حافلا ومنخفض التكلفة بشكل كبير.
ولفت إلي أن يوروموني سعيدة بأنها تم تكليفها بتنظيم حدث كبير في القاهرة في الرابع والخامس من شهر ديسمبر الحالي تحت عنوان «مصر منتدى الاستثمار الخليجي»، الذي كان مبادرة مشتركة من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، بالشراكة مع حكومة الإمارات وحكومة مصر، بهدف جمع 200 مستثمر خليجي بنظرائهم في مصر، في محاولة لاستعادة تدفق رؤوس الأموال مرة أخري.
|