توصل العالم المصرى حسين بركات، المقيم فى العاصمة النمساوية فيينا، إلى اختراع ما يسمى بـ"المراتب المائية" والذى أطلق عليها الأوروبيون "مراتب بركات" ومن خلالها يستطيع مواجهة خطر الفيضانات التى تعرضت لها عدد من الدول الأوروبية فى وقت قريب.
وقدم المهندس بركات المشروع لحكومات النمسا وألمانيا والتشيك فوصفته بالناجح، لأنه ينقذ ما يمكن إنقاذه فى مواجهة مخاطر الفيضانات، فيما تناقلت وكالات الأنباء خبر المشروع لما له من أهمية علمية وعملية لمكافحة مثل تلك الفيضانات.
من جانبه، أوضح المهندس حسين بركات أن اختراعه عبارة عن أكياس مطاطية بأحجام متنوعة تستوعب الملايين من الأمتار المكعبة من مياه النهر، وتستخدم كحواجز توضع على جسر النهر نفسه، وقد أثبت فاعليتها، وأطلق عليها "المراتب المائية".
وأشار العالم المصرى، خلال شرحه للمشروع، إلى أنه بعد انحسار المياه داخل الأكياس المطاطية التى ستنتج بأحجام مختلفة، يمكن بيع هذه المياه المعبئة إلى الدول التى هى فى أكثر حاجة للمياه، وبهذا تكون الفائدة مزدوجة الأولى تخفيض حجم مياه النهر فيصبح من الفائض ما هو بالأكياس المطاطية والثانية بيع المياه.
وقال "بركات" إن الطرق التقليدية القديمة المتمثلة فى تعبئة الأكياس بالرمال غير مجدية، وأعباؤها المالية باهظة، وتتطلب مجهودا من آلاف المتطوعين، وما زالت غير كافية وليست مؤثرة فى مواجهة مخاطر الفيضانات، فضلاً عن عدم تحميل النهر بأوزان إضافية من ملايين الأطنان من الرمال الحاجزة للمياه أثناء الفيضان، وما يترتب عليه من تلوث للبيئة ومشاكل لاحقة متعلقة بتنظيف المدن من الرمال.
وأضاف "بركات": عرضت الحكومات النمساوية والألمانية والتشيكية المشروع على المستثمرين لتنفيذه بعد أن أثبت نجاح التجربة أن المشروع يوفر ملايين الجنيهات التى تهدر سنويا وتوفير فرص العمل أيضا.
يذكر أن الأيام القليلة الماضية كانت مؤلمة للكثير من البلدان الأوروبية حيث فاقت كوارث الفيضانات كل التوقعات، فقد غمرت المياه مساحات من ضواحى العاصمة التشيكية، وفى ولاية ساكسونيا الألمانية اضطر أكثر من عشرة آلاف شخص مغادرة ديارهم، وتم إجلاء آلاف آخرين من أجزاء فى بافاريا، وبلغت الوفيات 12 منذ مطلع الأسبوع فى جمهورية التشيك والنمسا وبولندا وألمانيا، وقال خبراء الأرصاد إن تراجع الأمطار سيساعد على انخفاض منسوب المياه فى أنحاء جمهورية التشيك، لكن أجزاء من ألمانيا وسلوفاكيا والمجر ستتضرر فى الأيام المقبلة.
|