الاندبندنت: النزاع في جنوب السودان تراكم للتوترات العرقية القديمة

 


قالت صحيفة (الأندبندنت) البريطانية أن تطورات الأوضاع في جنوب السودان وما تشهده حاليا من توترات في أعقاب إعلان الرئيس الجنوب سوداني سالفا كير إحباط محاولة انقلاب على السلطة في تلك الدويلة الوليدة ، يعد تراكما للنزاعات العرقية القديمة ولاسيما الصراع على النفط الذي لم يتم تسويته بشكل نهائي حتى الآن .



ونوهت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم /الخميس/- إلى تبادل إطلاق النار الذي وقع في جوبا بين قوات الحرس الجمهوري وبعضها البعض الأحد الماضي ، مشيرة إلى أن هذا الانقسام تسبب في تسوية أجزاء من مدينة “بور” الواقعة شمال العاصمة جوبا بالأرض وتحولها لحطام ، مما تسبب في نزوح ما يقرب من 20 ألف شخص من منازلهم بالعاصمة للاحتماء بمخيمات الأمم المتحدة في جوبا مع استمرار المصادمات وأنباء عن سقوط مئات الضحايا .



ورصدت الصحيفة تصريحات الرئيس كير التي شدد فيها على أن القتال الذي اندلع يوم الأحد الماضي يأتي في عقب محاولة انقلاب فاشلة من قبل جنود موالين لـ “رياك مشار ، بينما شدد وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين ان مشار يختبئ الآن في مكان غير معلوم داعيا اياه حال رغبته لتولي منصب رئيس البلاد للانتظار حتى موعد الانتخابات المقبلة لترشيح نفسه .



ومن جانبه نفى مشار تورطه في أية محاولة للانقلاب ، مشددا على أنه لا يوجد انقلاب في البلاد وأن ما تشهده جوبا هي انقسامات داخلية في صفوف الحرس الجمهوري ، مشيرا إلى أنه اضطر للهرب نظرا للملاحقات الأمنية له .



وأشارت إلى انحدار مشار من ثاني أكبر جماعة عرقية في البلاد وهي قبيلة “النوير”، بينما ينحدر الرئيس كير من قبيلة “الدينكا” الأكثر تعدادا ، لافتة إلى أن تكوين الجيش يعكس السياسات الطائفية للدولة الناشئة ذات الثلاث سنوات .. ورصدت الصحيفة ما يواجهه الرئيس كير من اتهامات بالسعي لتوطيد حكم قبيلته وهو ما تستاء منه القبائل الأصغر حجما .



وأعادت إلى الأذهان أن الحظر على تصدير النفط الذي فرضته الحكومة السودانية في الخرطوم قوض عملية تطوير المؤسسات الديمقراطية في البلاد التي تقوم بالأساس على سياسة الحزب الواحد ، معتبرة أن قرار سلفاكير- الذي قاد جنوب السودان إلى تحقيق الاستقلال في عام 2011 – بإقالة نائبه رياك مشار في شهر يوليو الماضي هو السبب الرئيسي لأثارة الخلاف السياسي والعسكري الذي تسبب حاليا في الدفع بجوبا نحو السقوط في براثن صراع عرقي خطير.



وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الدولي يبذل جهودا مضنية من أجل ارسال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضرريين جراء أحداث العنف المفاجئة التي اندلعت في جنوب السودان .



وأوردت الصحيفة بيان الهيئة الدولية للصليب الأحمر الذي حذرت فيه من أن هناك الآف الضحايا ، بينهم أطفال ونساء ، اضطروا للهرب من منازلهم بحثا عن مناطق أكثر أمنا وأنها تحاول حاليا تقديم الدعم اللازم للمستشفيات الرئيسية في جنوب السودان حتى يتسنى لهم التعامل مع الكم الهائل من الاصابات التي ترد لهم .



 



ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن سفارتها في جوبا لم يتم إغلاقها بيد أنها أجلت عددا من موظفيها وعائلاتهم من البلاد نظرا للأحداث الجارية في الوقت الذي أصدرت فيه الولايات المتحدة أوامر لجميع موظفي سفارتها غير الأساسين في جوبا بمغادرة البلاد فورا.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي