الموسم السادس من "باب الحارة" يعيد دمشق إلى الواجهة

 


 



"باب الحارة"، المسلسل الذي صنع فارقا في الدراما السورية والعربية، تماما كما فعل مسلسل "ليالي الحلمية" المصري، والذي استقطب معظم العرب يتعرض منذ أعوام إلى الكثير من التعليقات والجدل بين مؤيد ومعارض.



الكثير يرون أن العمل استهلك نفسه، ويجب أن يتوقف، فيما يرى آخرون أن هذا يضع المخرج والكاتب أمام امتحان صعب للإثبات ان العمل ما زال قابلا للحياة بل ومؤثرا في الآن معا.



"باب الحارة" في جزئه السادس يحافظ على معالمه عبر وجه أبطاله، لكن المفاجأة تكمن في عودة أبو عصام الشخصية المحبوبة، التي أثار تغييبها الكيدي الكثير من الغضب والاستهجان، ودخول نجوم كثر جدد يحبهم الجمهور. وعلى الفنان ايمن زيدان الذي دخل العمل، أن يثبت جدارته، كما فعل أغلب من دخل "باب الحارة" في أجزائه كافة.



وتبقى مشاركة النمس محل تساؤل، فيما غيب الموت الأبطال حسن دكاك وسليم كلاس ومحمد رافع، وانسحب سامر المصري. ويغيب الممثل نزار أبو حجر، الذي لعب دور "أبو غالب" بائع البليلة في المواسم السابقة.



ويقدم "باب الحارة" تفاصيل الحياة اليومية في حارة دمشقية قديمة مع بداية الانتداب الفرنسي لسوريا. وكما يبدو فإن الجزء السادس من المسلسل سيحافظ على روح الحارة الشامية وسيصور بسوريا، وايمن زيدان وعباس النوري سيكونان في المقدمة.



ويبرز شخصية زعيم الحارة "العقيد" ودوره في تنظيم العلاقات في ما بين أهالي الحارة من جهة وبينهم وبين السلطات التي يجسدها المخفر ورئيسه "أبو جودة"، كما يبرز دور الأهالي في مقاومة المستعمر، والتكاتف في الملمات.



ويركز المسلسل على إبراز قيم الشهامة والفروسية ونكران الذات والتضحية والكرم والتوحد في مواجهة الظلم والغدر.



واستقطب "باب الحارة" أنظار ملايين المتفرجين في العالم العربي وتعلقهم بممثليه السوريين، الذين اشتهروا بعد عرضه، وسجل لمواسم متتالية اكبر نسبة متابعة في الدول العربية.



ومن غرائب ما آل إليه واقع الدراما السورية هجرة الفنانين نتيجة الأحداث المأساوية في سوريا وانقسام من بقي منهم في تفسيرهم لما يحدث في سوريا، بينما هاجر مسلسل "حمام شامي" للمخرج مأمون الملا، كأول عمل بيئي شامي يصور خارج سوريا، وكانت أبو ظبي المكان لعمليات تصويره.



وقد أصبح "باب الحارة" عادة رمضانية يومية من الصعب الاستغناء عنها، وتحمل أحداثه الكثير من الإسقاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويعقد العمل مقارنة بين طابع العلاقات الأسرية المتماسكة في ذلك الحين وبعض التفكك الحادث الآن.



لكن السؤال الذي يبقى دون إجابة هل سيعود العمل للحكي عن الماضي، أم أن هناك إسقاطات سياسية تحاكي الواقع السوري ووضع دمشق بالتحديد هذه الأيام؟



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي